طيب هو عملية تجميل بما لا يخالف شرع الله؟» سؤال بريء طرحه بعض الشباب علي «الفيس بوك» تعليقا علي موضوع نائب مجلس الشعب أنور البلكيمي الذي فصله حزب النور من عضويته والذي ادعي مهاجمة بلطجية له والاعتداء عليه وسرقته في حين خرج مدير أحد المستشفيات مؤكدا أن النائب المحترم قد أجري جراحة تجميل في أنفه.. أنف النائب جعل البعض يضعه ضمن أشهر أنوف مصر «انف مبارك، انف ابو الهول، انف البلكمية» واللي يكدب مناخيره تطول علي طول زي «بينوكيو» بنيوكيو صاحب القصة الشهيرة التي كتبها الروائي الايطالي كارلو كولودي سنة 1880 وترجمت لكثير من لغات العالم وتحولت لعشرات الأفلام وبعضها انتجتها «ديزني» وهو دمية مصنوعة من الخشب الصنوبر وأصبح كرتونا مشهورا للأطفال وتتم الاشارة له عندما يبدأ الطفل اعتياد الكذب ليؤكد الراوي أن الكذب يطيل الأنف حتي يتحول إلي «بنيوكيو» يليها العبارة الشهيرة التي نحفظها عن ظهر قلب «اللي بيكدب بيروح النار». ليختلف الأمر هذه الأيام فمن يكذب اصبح بيروح «مجلس الشعب»، خاصة عندما نستمع إلي حديث الشيخ «السلفي» المعروف محمد حسان «الكذب شرعي ساعات يا اخواننا» طبعا الكلام غريب معلش «استحملوني» هو قال تحديدا في إحدي حلقاته التليفزيونية بإحدي القنوات الدينية «ربنا يرحمنا منها» قال في تبرير الكذب «يمكن للشخص أن يقول كلاما يفهم منه المعني البعيد بينما يقصد معني آخر بحيث لا يوقع نفسه في الكذب وهذا وارد.. ويأخذنا الشيخ لتفسير كلامه من خلال أمثلة قائلا: إذا كان اباك موجودا في البيت ولا يريد إعلان ذلك قل للطارق ابي نائم وممكن تدخل حجرة وتقول للطارق ابي ليس هنا وتشير إليها وبهذا فأنت لا تكذب». «شفتوا الموضوع سهل خالص» تبرير الكذب والتحايل سهل والسلفيون يعلمون هذا رغم حديث الرسول صلي الله عليه وسلم حين قال «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدقا وانت له كاذب». ولا نعرف ما تعليق «بنيوكيو» أقصد «البلكيمي» علي هذا التبرير ولو أنه استمع لكلام حسان قد يكون لديه مبرر «للهوجة» التي أحدثها بتصريح الاعتداء عليه. عموما الاخوة السلفيون شركاؤنا في الوطن طوال الوقت يتوخون المناطق الشائكة للحديث عنها اعتقادا منهم أنها تعلن عن هويتهم المتزمتة أحيانا وفي نفس الوقت لديهم الحل السحري «نادر بكار» ليكذب تصريحاتهم علي طول.. والأهم أن هذه المرة بعد تصريح نائبهم «البلكيمي» الذي أجري جراحة التجميل في أنفه- وللعلم هذا حقه- لابد لهم من وقفة جديدة حول ادائهم السياسي المثير. فاعتقادهم أن الحجاب سيضبط الأمور ويوزن المجتمع وحرق روايات نجيب محفوظ سيمنع المصريين عن «الحرام» وتأكيدهم أنهم مسلمون معتدلون وغير متشددين.. بس «ساعات بيكذبوا ويعملوا عمليات تجميل».