أقام منتدي ابن رشد ندوته السابعة من مؤتمر «تأسيس العلمانية» في ضيافة حزب التجمع الجمعة الماضية حيث شارك خلاله عدد كبير من الباحثين والباحثات من المهتمين بالعلمانية. كما شارك عدد من الاساتذة أدار المؤتمر د. مني أبو سنة وافتتحه د. مراد وهبة «رئيس المنتدي». خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات حول تأسيس ونشر الفكر العلماني منها نشر وثيقة ومبادئ الأفكار العلمانية وعقد ورش عمل وندوات بهذا الهدف وانعقاد المؤتمر سنويا.. في الجلسة الأولي للمؤتمر تحدث د. مراد وهبة واصفا ثورة يناير «الثورة المسروقة» مؤكدا أننا أمام مشهد يحكم مصر ملامحه ذات تيار أصولي يتحكم في البرلمان «مجلسي الشعب والشوري» مع وجود ارهاصات يقال عنها ليبرالية أو ديمقراطية لكنها لا يقال عنها إنها «علمانية». وأضاف وهبة أن التيار الأصولي يتخذ من ابن تيمية مرجعية له وهو الذي كفر ابن رشد ورفض الابداع وإعمال العقل، وتساءل ايضا وهبة خلال حديثه عن معني الدين والذي ارتأي أنه يعني أولا الإيمان، والالتزام بالرسالة المؤمن بها الشخص والفهم بالعقل واعطاء العقل مؤشرا بتحديد بنود هذا الايمان والمرحلة الأخيرة هي فرضه علي الواقع الاجتماعي، بمعني فرض ما هو ثابت علي ما هو نسبي ومتحرك وهو ما يحدث الصدام فالواقع المتطور المتسم «بالعلمانية». وعرف وهبة العلمانية أنه التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق. وخلال المداخلات في الجلسة الأولي أجاب د. مراد عن بعض تساؤلات الحضور حول دور النخبة أنها مفترض أن تكون علي وعي بهذا الصراع القائم بين الأصولية والعلمانية وأن تؤدي دورها التاريخي وتمنع التيار الأصولي من اعاقة التطور الحضاري مؤكدا أن أهم ما يشغل التيار الأصولي هو الوصول لرجل الشارع والذي لا علاقة له بالنخبة ولا تهمه لهذا وعلي شباب الثورة الوصول له ورأي أن الأهم الآن هو مواجهة الدوجماطيقية لأنها الأصل عن طريق استخدام « الفضاء الالكتروني». وأضاف أن العلمانية هي اسلوب تفكير وليست منهجا سياسيا وعلق علي صراع المعونات الأجنبية الآن أن فكرة التبرعات التي يدعو لها الأصوليون بديلا للمعونة أسلوب تفكير لا يتفق مع العلمانية، وأنه يحول الدولة من حيث لا تدري إلي «جمعية خيرية» وينحي العملية الإنتاجية جانبا وهي حلب العملية الاقتصادية. وخلال الجلسة الثانية قدم عدد من الباحثين دراسات عن العلمانية منهم «مارك لطفي» وتحدث عن المحاور الأربعة لضرورة الصدام مع الدولة الأصولية مؤكدا أن استمرار المشروع الأصولي لفترة قادمة سيمنع مصر من المشاركة في المشروعات التكنولوجية القادمة وخلال الدراسة عرض لطفي طبيعة التيار الأصولي ومشروعاته التنموية وعلاقته الاقتصادية الواضحة بالخليج ولهذا يفضل «الاقتصاد الخدمي». أيضا رأي أن التيار الأصولي يستخدم المنهج الميكيافيلي والنص هو السلاح الأول له وذلك حتي يتم تحول الوطن من تجمع بشري إلي تجمع مذهبي، أيضا عرض عبد الجواد سيد عبد الجواد كاتب ليبرالي، رؤيته حول بداية الأصولية والصدام معها وامكانية المعايشة. في حين اتسعت الجلسة الثالثة لرؤي شبابية حول تأسيس حركة «علمانيون» والتي تحدث أحد مؤسسيها «أحمد سامر» مؤكدا أن الخلاف اليوم تحول لخلاف إسلامي وديني رغم أن الثقافة المصرية في الأساس جمعت بين الديانات كلها وحتي الفرعونية. وأضاف أن العلمانية مصير وليست خيارا وأن الفترة القادمة تحتاج لعلمانيين ليسوا متخاذلين معولا في انتشار العلمانية علي الوعي والتعليم ونفي أهمية انشاء حزب علماني لأن العلمانية لا تمتلك ايديولوجية سياسية في رأيه. فيما رأي مؤمن عبد ربه رئيس تحرير مجلة «مصر المدنية» والناشط الثقافي بالاسكندرية أن تأسيس تيار علماني في مصر يحتاج إلي البدء من مشهد الانتخابات المصرية والحاجة للوصول لرجل الشارع العادي وتوعيته بالعلمانية وأن دولا مثل اليابان بها كنائس ومساجد بفضل العلمانية ودعوتها إلي الحرية. فيما اختتمت د. مني ابو سنة مدير المنتدي المؤتمر بتوصيات انعقاد المؤتمرسنويا وعقد ورش وندوات مؤكد أن التيار الأصولي المتشدد يري أن عدوه الأساسي «العلمانية» لذا يحاول تشويهها لمنع وصولها للناس مضيفة أن العلمانية ظاهرة حضارية «انسانية» متنبأة بنخبة جديدة من الشباب لا تحتوي بل تفجر الصدام طبقا للفعل الثوري.