سينما.. سينما.. كل شيء هنا سينما.. هكذا أعلنها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في إحدي قصائده، السينما أول وحي خيال يطرأ علي أذهاننا في مشاهدة تلك الحياة، ننسب إليها كل ما هو عبقري أو غير متوقع حتي النهايات السعيدة ننسبها في أغلب الأحيان إلي السينما.. هو ما يفعله الآن شباب «الفيس بوك» ولكن بطريقة مختلفة حيث يقومون باستعادة أشهر العبارات السينمائية المعروفة وإسقاطها علي الأحداث المختلفة من باب «هم يبكي وهم يضحك» وكأن المشهد الدرامي في مصر أصبح يحتمل عبارات السينما أكثر من عبارات الواقع قد يكون لأنها الأوقع أو لأنها الأعمق في كل الحالات ردود أفعال الشباب حملت «أفيش سينمائي». ولأن التراث المصري مليء بإفيهات وعبارات مهمة فإن العبارات كثيرة بدءا من عبارة توفيق الدقن «الله هو كله هايبقي فتوات أمال مين اللي هاينضرب»؟ و«أكلم مين لما أحب أخاطب شعب مصر»؟ في فيلم وا إسلاماه ولأننا حسب المزاج العام يختلف الرد للقارئ العزيزي فمن الممكن أن يكون مثلا «اتصل ب 140 دليل». ومن الممكن يكون «فايزة أبوالنجا» نعم فقد تكون هي الآن مسئولة بشكل أكبر - تفتكروا لأنها وطنية أكثر مننا؟ ما علينا المهم أن السلطة المتحكمة الآن هي ونصيبها في العبارات السينمائية أحيانا يخاطب الشباب المجلس العسكري علي طريقة محمود عبدالعزيز في «الكيت كات» قائلين: «انت بتستعماني يا هرم؟»، وهي الأكثر ترددا في الفترة الأخيرة حتي في الرسوم الكاريكاتيرية يظهر في إحداها «عسكري» يحمل مصر الفتاة الجميلة علي كتفيه ويهرب بها وشيخ مصري يقول الجملة! المهم إني خفة دم المصريين جعلتهم يسخرون من كل شيء والأجدد في السخرية - حصري - هو استخدام السينما في السخرية، يمكن لأن الضحك بيولد الراحة والراحة بتخفف الهموم والهموم بقت كثيرة وكثرتها بتقصر العمر، د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي حاول تفسير سمات الشعب المصري كثيرا وآخر تصريحاته في جريدة قومية الأسبوع الماضي أن سر سعادة المصريين «الكشري» تصدقوا؟ أبسط وجبات المصريين مش أبسط قوي ولا حاجة ده كيلو العدس دلوقتي بعشرة جنيه وكيس المكرونة (نصف كيلو حضرتك) ب 5.2 جنيه غير الأرز والطماطم والحمص واللذي منه؟ نعود للسينما والشباب، فعندما رفع عضو مجلس الشعب محمد أبوحامد «صباع الخرطوش» داخل المجلس ليؤكد علي ضرب الداخلية للخرطوش رفع البعض صورة أبوحامد وصباع الخرطوش وكتبوا أسفلها ساخرين: «تطلع إيه دي يا باز أفندي؟ تكونشي شيكولاتة؟» وهي الجملة الشهيرة للراحل إسماعيل ياسين موجهة لتوفيق الدقن في فيلم «ابن حميدو».. أيضا بجانب السخرية أخذت أفلام يوسف شاهين هي الأخري حظها من الإسقاط فكانت عبارة المليجي في فيلم «اسكندرية ليه» هي الأوقع للتعبير عن الإحباط العام بعد الثورة لعدم تحقيق مطالبها: «وعايزني أكسبها؟»، و«اللعنة علي الأبراج» من فيلم «صلاح الدين الأيوبي». كما كانت عبارة «الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا» الحاضرة بقوة في الأيام الأخيرة السابقة علي «الفيس بوك» وهي المعبرة عن نفاد الصبر علي «العسكر»، تلك العبارة ظلت حاضرة بقوة في أذهان الكثيرين وهي من فيلم «ثرثرة فوق النيل» للعبقري - غصب عن البعدا - «نجيب محفوظ» والتي أخرجها للشاشة الفضية حسين كمال.. مثلت العبارة حال مصر وقتها 1966، فمصر هي الفلاحة التي قتلها أبناؤها وهم سُكاري «محششين»، ولم تهتز لهم شعرة وراحوا يغنون بمسخرة واستهزاء، عموما يعني علي رأي عمنا فؤاد حداد «في ضميرك مصر علي شكل تفاحة».. وانت وضميرك بقي.