هنا الإسكندرية، تلك المدينة الجميلة، عروس البحر الأبيض المتوسط والوجه الباسم علي ثغر الحياة، صديقة «هيباتا فيلسوف كل الأزمنة»، الماريا، «جنية إمبارح» والتي حازت بكتابات كثيرة عن أسطورة نشأتها وتتويجها كأهم مدن مصر في كثير من لحظات تاريخها.. دقتها وتأنقها في رسم طرقاتها وجدرانها وكنائسها ومعابدها جعلت المؤرخين يتوجونها «المدينة العاصمة». في آخر أيام العام دائما يزيد جمالها ويتقمص الجميع حالة مختلفة لاستقبال عام جديد، تتلبس المدينة ابتسامة غامضة ويستعد سكانها لأحاديث جديدة للبحر، لذا تبتهج وأنت تسير بين طرقاتها وشوارعها وأنت تري احتفاء أصحاب المحلات والمقاهي وحتي البيوت بعام جديد.. وهذا العام انتبه الجميع لحادث ما ارتبط بالمدينة الساحرة العام الماضي «كنيسة القديسين» والتي أخذت نصيب الأسد هذا العام في الالتفات إليها لتجد صورة السيد المسيح تصدرت مشهد وقفة الشموع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وهي الوقفة التي تحدث عنها الجميع قبلها بساعات، حيث دارت الكثير من الحوارات داخل محلات وشوارع الإسكندرية والدروع البشرية التي ستحمي كنائس الإسكندرية وذكريات كنيسة القديسين، الذكريات المؤلمة ومشاهد الدماء في كل مكان وعلامات الأمل في سنة جميلة نظيفة من أي دماء ارتسمت علي وجوه «الإسكندرانية»، شارك المئات من المواطنين في وقفة تضامنية صامتة بالشموع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية خلال قداس رأس السنة الميلادية والتي تمثل الذكري السنوية الأولي لحادثة التفجيرات التي وقعت بعد 20 دقيقة من سنة 2011. جاءت أخبار الوقفة بالإسكندرية تؤكد محاولات الشباب من الجنسين حماية الكنائس، وتطالب من لا يحضر بالتواجد ولو لمجرد الوقوف بالشموع، حيث رفع النشطاء والمواطنون أعلام مصر ولافتات كتبوا عليها «نسيج واحد» «مسلم ومسيحي إيد واحدة» «أين الجناة؟». شارك خلالها عدد كبير من رموز القوي السياسية، وظل الجميع في صمت يقطعه أضواء الشموع الخافتة حتي تحولت الوقفة لمسيرة إلي كورنيش الإسكندرية حاملين الورد والشموع. كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء أحد أشهر الكنائس في الإسكندرية تم بناؤها عام 1971 وأقيم بها أول قداس إلهي في عيد الرسل 1971 ترأسه القمص بيشوي كامل والأنباء مكسيموس مطران القليوبية. واجهة الكنيسة رسم عليها صورة السيد المسيح لتزين المدخل الحديدي الكبير وكأنه يستقبل الجميع، بمنطقة سيدي بشر توافد الكثيرون بصور شهداء الحادث ورفع البعض صورة سيد بلال وخالد سعيد وطالبوا بمحاكمة المسئول عن قتل المصريين لتحل الشموع مكان كاميرات التصوير في تلك اللحظة من العام الماضي وتظل جدران الكنيسة شاهدا علي حادث مروع لن ينساه المصريون إلا بمحاكمة المسئولين عنه.