بهاء ثورتنا يوم تصحيح المسار كان أن تنادت القوي الوطنية والديمقراطية إلي الميدان يوم 9 سبتمبر الحالي تحت شعار «تصحيح مسار الثورة». وجاء صباح يوم تلبية النداء يحمل ضياء روح وبهاء ثورتنا العظيمة، الآلاف يتوافدون، شبابا وشيوخا، نساء ورجالا، عمالا وفلاحين وطلبة، وموظفين، أدباء وفنانين وصحفيين كل من حمل حقه وحلمه بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية يوم الخامس والعشرين من يناير جاء يوم التاسع من سبتمبر. كل من استعد لتقديم دمائه وروحه ثمنا للحلم وكل من وضع دم الشهداء تاجا فوق رأسه ونورا يضيء طريق بلاده جاء إلي الميدان وجاءوا إلي ميادين الحرية في عموم البلاد. روح تتجدد وعزيمة لا تلين، ويقين بأن الثورات لا تعرف إنصاف الحلول وبأن حق الدم لا يقبل إلا بما طالب به وأن وصية الشهيد دين في الأعناق. كنا نحن الشعب المصري بقواه المدنية والديمقراطية والوطنية نلبي نداء الثورة في الميادين، وفي ميدان التحرير تجلي بهاء ثورتنا في يوم تصحيح المسار. كنا حشودا دخلنا الميدان وبقينا فيه وكما اتفقنا سرنا آلافا في شوارع القاهرة إلي نادي القضاة نشد علي أيدي حراس العدالة والكرامة والحرية - قضاة مصر الشرفاء - من ميدان التحرير إلي دار القضاة سرنا في مشهد هو عنوان لرقي شعب عمره في الزمن سبعة آلاف عام، قدم درسا جديدا للعالم وللإنسانية يضاف إلي ما قدمه للبشرية منذ فجر ضميرها الإنساني. مررنا بمنشآت وسط المدينة بنوكها ومحلاتها ومصالحها الحكومية حتي أوصلنا رسالة الثورة إلي قضاة مصر، ثم توجهنا في مسيرتنا الرائعة إلي مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون نطالب بحقنا في إعلام يليق بثورتنا، ثم عدنا إلي الميدان وأخليناه في السابعة مساء غير مودعين ولكن مؤكدين أننا سوف نعود إليه كلما طالبتنا ثورتنا بالعودة من أجل تغيير كل القوانين التي تعرقل مسار الثورة وأهمها قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر، وقانون الأحزاب، وقانون تجريم الاعتصام والتظاهر والإضراب، تطهير مؤسسات الدولة من بقايا رموز الفساد، وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج الفوري عن السياسيين والشباب الذين حوكموا بمحاكمات عسكرية، التصدي للانفلات الأمني بتحمل الجهات المعنية لمسئولياتها وتطهير وزارة الداخلية من أذيال رأس النظام الساقط، رفع الحد الأدني للأجور بما لا يقل عن 1200 جنيه ووضع حد أقصي للأجور، رفع المعاشات بما يتناسب مع الأسعار، وصرف بدل تعطل للعاطلين حتي يتم وضع خطة للتنمية تستوعب طاقتنا البشرية، حق المعاقين في العمل والصحة والإسكان، ضبط حركة الأسواق ومراقبة الأسعار، وضع خطط عملية للنهوض بالصحة والتعليم والإسكان علي أن يوضع لها جدول زمني معلن ومحدد. هذه هي لغة ومطالب الميدان الذي سيظل يحتضن الثورة حتي يضيء بهاؤها كل ركن في بلادنا.