أعلن رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، عن أن الجدل حول العلمانية كان الشغل الشاغل للأتراك في بدايات بناء الدولة حتي بدأت المسيرة، أضاف أن العلمانية ليست مفهوما رياضيا ثابتا كأن يقال ( 2+2=4) فمفاهيم العلمانية في أوربا مختلفة عنها في تركيا، وقد دفعنا ثمنا بالغا من أجل الوصول إلي مفهوم يضمن مسيرة الدولة. وأشار رئيس الوزراء التركي إلي أن دستور 1982 الصادر في تركيا يتضمن تعريفا ينص علي أن «الدولة العلمانية علي مسافة متساوية من كل الأديان».. وقد يكون الشخص غير علماني ولكن الدولة عندنا علمانية فأنا مثلا لست علمانيا لكني رئيس وزراء دولة علمانية وأفعل ما يوجبه ذلك علي. ومضي يشرح فكرته قائلا: من حق الأشخاص أن يكونوا متدينيين أو ضد الدين وهذا شأن طبيعي وفي تركيا 99% مسلمون والباقي مسيحيون وموسويون ويهود وأديان أخري ولكن الدولة تتعامل مع كل هذه الفئات بمسافة متساوية، وحضارتنا السابقة ذاخرة بنماذج عديدة من ذلك في التاريخ الإسلامي.. إنني أفهم أن الدولة العلمانية لا تنشر اللادينية ولكنها تحترم كل الأديان وأومن أن مصر بعد ثورة 25 يناير - خصوصا في مسيرة الديمقراطية- لا يجب أن تقلق من هذا الشأن، وأتمني أن يتضمن الدستور المصري الجديد نصا يؤكد أن الدولة علي مسافة متساوية من كل الأديان. وأضاف قائلا: إذا بدأت الدولة بهذا الشكل فإن المجتمع كله سيجد الأمان حتي أن اللاديني يجب أن تحترمه الدولة ويحترمها. جاء ذلك ردا علي سؤال من الإعلامية مني الشاذلي أثناء حوارها معه في برنامجها «العاشرة مساء» وعندما قالت له: كثيرون يعتقدون أن الدولة المدنية دولة كافرة، وفكرة الاعتماد علي القانون فقط هو نزع الدين عن هوية المجتمع، أجابها اردوغان سريعا بقوله : «بعدما أوضحته، أظن أنهم- لم يحدد ما يقصده بأنهم- سيفهمون الأمر بشكل مختلف وأظن أنهم سوف يناقشون ما قالته. وأتمني علي الشعب المصري أن يأخذ فكرة العلمانية من هذه الزاوية التي طرحتها وأتمني أن يدور نقاش في مصر حول هذا الأمر ونستطيع أن نتبادل الأفكار والتجارب وأؤمن إن البنية العلمية في مصر تستطيع أن تجتاز هذه المرحلة بكل سهولة. وحول تجربته الناجحة في النهوض باسطنبول عندما كان رئيسا لبلديتها، قال إن الأساس هو القضاء علي الفساد وعندها تتوافر الأموال اللازمة للتطوير. كما أن معادلة النهضة باسطنبول بنيت علي ثلاثة محاور هي الإنسان والعلم ثم المال. كان اعضاء من جماعة الإخوان المسلمين قد توجهوا تحت اشراف مكتب ارشاد الجماعة إلي مطار القاهرة لاستقبال رئيس الوزراء التركي، وهتفوا : «مصر وتركيا عايزينها خلافة إسلامية» وذلك رغم انتهاء الخلافة الإسلامية في تركيا منذ زمن طويل.. فهل يستوعب الإخوان توضيحات أردوغان عن العلمانية والدولة المدنية في تركيا؟ وقد توجه اردوغان أمس إلي مشيخة الأزهر والتقي الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور محمد عبد الفضيل وزير الأوقاف.