بتتبع الأحداث خلال الأيام الماضية وجدنا تصريحات مختلفة عن الأمن داخل سيناء خاصة تلك التصريحات التي أطلقها مسئول إسرائيلي قبل وقوع انفجار المنتجع الإسرائيلي بإيلات عندما قال: «مصر غير قادرة علي حماية سيناء»، وأيضا تقرير «بنيويورك تايمز» حول الوضع في سيناء وأنه بات خطيرا حيث يشهد تدهورا كبيرا بمعدلات سريعة برهنت علي ذلك باستغلال الجماعات الإسلامية المسلحة حالة الفراغ الأمني واستهداف خطوط الغاز الطبيعي والتي تجاوزت أربع مرات.. تحاورنا مع خبراء عسكريين حول الوضع الأمني داخل سيناء «أرض القمر» في ضوء الأحداث الأخيرة، وهل هو وضع بالفعل سييء؟، وكيف يمكن السيطرة بشكل أكبر علي الانفلات الأمني هناك وما علاقة العملية نسر بما حدث في إسرائيل؟ سيناريو يحدد عبدالله الأشعل - أستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية - بعض النقاط للوضع في سيناء أمنيا أولها علاقة الحكومة المصرية بالبدو وسكان سيناء وهي علاقة سيئة أقرب إلي «الثأر المتبادل» لسوء تعامل الحكومة مع بدو سيناء بشكل مستمر لهذا نفسر اعتداء أهل سيناء علي الشرطة وتصفية حسابات قديمة بينهم أثناء ثورة يناير، ويضيف الأشعل أن الزيارة التي قام بها د. عصام شرف لسيناء لم تكن فعالة ولهذا فأزمة سيناء أعمق بكثير فالحكومة بدلا من احتضانها لسكان سيناء دائما ما تتهمهم بالعمالة لإسرائيل وهو ما يزيد الأمر سوءا لهذا يطالب «الأشعل» بإعادة النظر في الأجهزة الأمنية بسيناء لأن وضعها حساس لقربها من إسرائيل واستغلال الأخيرة لهذه المشكلات ليصب في صالحها دائما، ولهذا فإسرائيل تعتبر سيناء «منطقة لمؤامراتها» ضد مصر سواء من خلال المخدرات أو الإرهاب، ويقول «الأشعل» إن إسرائيل تشعر «بالصرع» تجاه الثورة المصرية لأن «مبارك» كان مأمنهم الأول وبعد زوال نظامه لم يعد لهم ضامن وهو ما يفسر دخول إرهابيين لمهاجمة أقسام شرطة بالعريش من جانب إسرائيل خاصة مع عدم وجود أجهزة أمنية مصرية في سيناء، فإسرائيل تخشي من أي حكومة مصرية قادمة وتريد معاقبة الشعب المصري لأنه تخلص من كنزها الاستراتيجي وهو «مبارك» الداعم الأول لهم، ورغم تأكدهم أن مصر ليس لها دخل في أحداث إيلات الأخيرة إلا أنهم تجرأوا علي الأراضي المصرية ورد فعل الحكومة الحالية التي وصفها الأشعل «بالبليدة» وليس لديها رؤية ومتخبطة وقد تعتبرها الأسوأ في تقديره وأنها تشبه النظام السابق في ردود أفعالها وهو ما قد يجعلها تتجرأ لدخول سيناء بالفعل.. سيناريو الأشعل الذي يقدمه يتعلق بما صدرته إسرائيل عن سيناء للعالم الآن وأنها الخطر الأول علي إسرائيل ولأنها في أيدي مصر فالتأمين فشل من جانب المصريين ويجب أن يكون من جانب إسرائيل فقط، ويتوقع «الأشعل» أن تقوم إسرائيل بإنشاء منطقة أمنية بطول 5 كيلومترات. العملية نسر يقول اللواء «طلعت مسلم» - الخبير الاستراتيجي: إن الأحداث الأخيرة في سيناء لها جانب قديم من ضمنها الانفلات الأمني حيث توجد جماعات مسلحة داخل المنطقة رتبت نفسها في الفترة الماضية لتتعامل مع الشرطة ولهذا فكانت «العملية نسر» هي رد فعل مضاد من قبل القوات المصرية ولكن اللواء مسلم كشف لنا عن حاجة هذه العملية العسكرية لمزيد من القوات وهو ما يتطلب موافقة إسرائيل طبقا للاتفاقيات المبرمة بيننا وبينهم ولهذا يتوقع اللواء مسلم أن يكن الجيش المصري قد حصل علي هذه الموافقة من الجانب الإسرائيلي بشكل غير رسمي «موافقة شفوية» وبالتالي ففي تقديره شعرت الجماعات المسلحة بالضغط عليها وكان الخروج من الحدود المصرية لتفادي الضغط واللجوء لعملية منتجع إيلات.. ويري مسلم أن ما قامت به الحكومة المصرية رد فعل طبيعي من استدعاء سفير إسرائيل والتشاور معه والمطالبة بالاعتذار الرسمي وفتح باب تحقيق. وينفي اللواء طلعت مسلم استعداد مصر للدخول في حرب مع إسرائيل مبررا ذلك بأن «موازين القوي» ليست في صالحنا خاصة مع تأييد الولاياتالمتحدة الكامل للجانب الإسرائيلي ويقترح اللواء مسلم إعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة. كامب ديفيد أما اللواء حسام سويلم أحد الخبراء العسكريين فيري أن تعديل اتفاقية كامب ديفيد بأي شكل وزيادة حجم القوات المصرية داخل سيناء هو الحل وأن مصر من حقها فتح باب للتحقيق حول اعتداء القوات الإسرائيلية علي أراضينا وإذا لم يعجبها التحقيق تطالب بغيره من هيئة دولية وطلب تعويضا واعتذارا رسميا مؤكدا أن «كامب ديفيد» ليست قيدا علينا.