جولتان قام بهما رئيس الوزراء د.عصام شرف خلال الاسبوع الماضي الي كل من محافظة السويس ومدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية بهدف تفقد بعض من المشروعات الانتاجية والصناعية برفقة العديد من الوزراء من اعضاء حكومته.وفي الجولتين تلاحظ ان العنصر المشترك هو الاضرابات والاعتصامات العمالية وهي ظاهرة اصبحت السمة الواضحة للتجمعات العمالية منذ ثورة 25 يناير .لكن بعيدا عن ذلك فقد تخلصت المصالح الحكومي والهيئات وحتي الشركات سواء العامة او الخاصة من سيناريوهات العهد السابق المتمثلة في الاستقبال الشعبي والرسمي لرأس الحكومة فلم ترفع اللافتات الخاصة بالترحيب بالسيد رئيس الوزراء والوفد المرافق له . لكن اختلف الوضع تماما وليس بالصورة او الدرجة المطلوبة عندما حل رئيس الوزراء علي محافظة السويس فوجيء بغضب شديد من اهالي الشهداء وائتلاف شباب الثورة هناك خلال اللقاء الذي عقده مع بعض من اهالي السويس علي اعتبار ان رئيس الوزراء لم يدخل الي المدينة او يزور ميدان الاربعين حيث استشهد عدد من الشباب اما الاهم من ذلك فان اهالي السويس ابدوا غضبا شديدا من قيام رئيس الوزراء بتكريم محافظ السويس السابق اللواء سيف الدين جلال في الوقت الذي تقدم فيه اهالي السويس ببلاغات الي النائب العام ضد المحافظ السابق وهو ما دفع اللواء محمد عبدالمنعم هاشم الي القول ان تكريم المحافظ السابق جاء في اطار تكريم جميع المحافظين وطالما تقدمتم ببلاغات فان ذلك محل تحقيق النيابة العامة . اما الاهم من ذلك والذي كشفته زيارة رئيس الوزراء فهو غياب مستشاريه سواء السياسيون او الاقتصاديون او حتي مراسم مجلس الوزراء ولو قام كل واحد بدوره في الاعداد لمثل هذه الزيارة لجنبوه العديد من المشكلات التي اغضبت اهالي السويس منه .لان السؤال الذي كان يردده اهالي السويس هو لماذا الاصرار علي زيارة شركة للحديد والصلب هم في نزاع بيئي واستثماري معها كما ان تللك الشركة قام رئيس الوزراء السابق احمد نظيف بزيارتها ربما مرتين فلماذا الاصرار علي تلك الزيارة. وصل تفكير اهالي السويس الي حد ان هذا ربما يمثل اشارة او تحديا من المسئولين عن الشركة لأهالي السويس . ووصل الامر الي حد قول رئيس ائتلاف شباب الثورة في السويس لرئيس الوزراء ان الشركة تمثل اعلي عبء بيئي علي السويس وطلبنا منهم توفيق اوضاعهم ولا نعلم ماذا تم حتي الان . وهنا تدخل العضو المنتدب امام رئيس الوزراء وقال ان شركته حصلت علي قروض من بنوك دولية ما كان يمكن ان توافق الا والبعد البيئي في الاعتبار . لكن ما ان انتهت جولة رئيس الوزراء في المصنع حتي بدأت المراسم في الاعداد للبند الجديد وهو اللقاء السابق الذي تحدثنا عنه مع القوي السياسية والشعبية في السويس وفوجيء الجميع ان مكانه علي نفس منصة المصنع الموضوع عليها شعار الشركة ولافتة ضخمة عليها عبارة المؤتمر الصحفي حول تشغيل المصنع الجديد لدرفلة الحديد وهنا ثار"همس "شديد كيف يمكن ان تسمح مراسم مجلس الوزراء بهذا العمل واعاد الي الاذهان ما حدث لرئيس الوزراء الاسبق د.عاطف عبيد عندما ذهب الي احدي المدن الصناعية لافتتاح خط انتاج جديد لاحدي شركات المنظفات العالمية والتي دار حولها لغط شديد ابان انتفاضة الفلسطينية الاولي باعتبارها احد الممولين للجاليات اليهودية في اسرائيل، والاغرب من ذلك ان رئيس الوزراء الذي امسك بكيس من مسحوق الغسيل قامت ادارة الاعلام بالشركة بالتقاط صوره له وفيديو وفي اليوم التالي فوجيء رئيس الوزراء بصورته في الاعلانات المدفوعة. وحدثت ازمة. وهنا تداركت المراسم تللك الخطوة وهنا قال البعض ان ذلك ليست مسئوليتهم ولن مسئولية المستشارين الاعلاميين له ، هم الذين يحددون اين المؤتمر الصحفي ومتي وقامت بوضع ستائر سوداء علي كل شيء يبين ان المؤتمر قد عقد في هذا المكان وتناقلته وسائل الاعلام والفضائيات . وما ان انتهي رئيس الوزراء من هذا البند حتي وصل الي وزير الكهرباء الذي كان يرافقه نبأ اعتصام العاملين بمحطة كهرباء عتاقة وهو ما استدعي خروج الوزير لمقابلة وفد منهم لحل مشاكلهم . وفي اليوم التالي قام رئيس الوزراء بجولة في بعض مصانع مدينة العاشر من رمضان بمناسبة ذكري انتصار العاشر من رمضان وضمت اهم الشركات العامة وهي شركة المقاولون العرب والمصانع الجديدة التابعة لها علاوة علي بعض المصانع الخاصة وفي نهاية الجولة توجه لرئيس الوزراء لعقد اجتماع مع اعضاء جمعية المستثمرين بالمدينة وفوجيء بتظاهرات من العاملين بمصانع المدينة يشكون سوء احوالهم وفي بداية الاجتماع قال د.محرم هلال رئيس الجمعية ان ثورة 25 يناير كانت أية من ايات الله لكن تعاني من الفراغ الامني والبطء الشديد في الاجراءات وقدم مجموعة من مطالب الاعضاء والمتمثلة في ضرورة مواجهة تهريب السلع من الخارج واعطاء الاولوية للانتاج المحلي في المناقصات ومساندة قطاع الاعمال العام ومواجهة التحديات الامنية خاصة وان الجمعية علي استعداد للمساهمة في تجهيز الشرطة علي ان تتولي وزارة الداخلية امدادنا بالافراد .