«عسگرة» الحگم في المحافظات بعد صدمة التعديل الوزاري لحكومة د. عصام شرف، تأتي حركة المحافظين الجدد التي اعلنت مساء الخميس الماضي 4 اغسطس لتؤكد انه لا تغيير. فقد تم تعيين 11 محافظا جديدا ونقل 4 محافظين حاليين إلي محافظات أخري وتعيين نائبين لمحافظ القاهرة ونائب لمحافظ الإسكندرية.. ليس من بينهم من له صلة بالمحليات، فجميعهم اتوا دون أي سابق خبرة أو احتكاك بالإدارة المحلية. وتؤكد التعيينات الجديدة استمرار منهج عسكرة الحكم في المحافظات، فبعد تعيين ثلاثة محافظين جدد ينتمون لجهاز الشرطة والقوات المسلحة في الدقهليةوالمنياوأسيوط، ارتفع عدد العسكريين بين المحافظين إلي 16 محافظا من 28 محافظا بنسبة 14ر57%. وتشمل الست عشرة محافظة التي يتولاها عسكريون محافظات القناة الثلاث (بورسعيد- الإسماعيلية- السويس)، ومحافظتي شمال وجنوب سيناء ومحافظة البحر الأحمر، وبقية المحافظات الحدودية مثل الوادي الجديد ومطروح ودمياط وأسوان، وأربع محافظات في الصعيد (أسيوط- قنا- المنيا- سوهاج) ومحافظتي الدقهليةوكفر الشيخ في الدلتا. ويأتي بقية المحافظين من المجالات نفسها التي اعتاد النظام السابق استكمال التعيينات منها، فيختار خمسة من اساتذة الجامعات لمحافظات الاسكندريةوالقاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية، وثلاثة من سلك القضاء (مستشارون) لمحافظات بني سويف والغربية والمنوفية، وثلاثة مهنيين (صفحي ومهندسان) لمحافظات الشرقية والفيوم والبحيرة، وسفير لمحافظة الأقصر. ويواصل الحكم سياسته التي تصب في توفير الأسباب للفتنة الطائفية، فلا يوجد أي محافظ قبطي في أي من محافظات مصر الثماني والعشرين، ليتأكد التمييز ضد الأقباط في تولي الوظائف العامة، سواء في المحافظين أو أساتذة الجامعات أو جهات مباحث أمن الدولة (السابق) أو المخابرات العامة.. إلخ، وتعيين المفكر والكاتب (القبطي) سمير مرقص نائبا لمحافظ القاهرة للمنطقة الشمالية لا ينفي هذه الحقيقة بل يؤكدها ، وكما يقول الزميل عماد جاد في «المصري اليوم» «إن عدم تعيين محافظ مسيحي واحد وإعادة تعيين عادل لبيب علي رأس محافظة قنا رضوخ واضح من الحكومة لمطالب المتشددين من الإسلاميين في إشارة لرفضهم تعيين محافظ مسيحي لقنا مما اضطر الحكم لتجميده لمدة ثلاثة أشهر والإطاحة به في الحركة الأخيرة. واعترض أهالي بعض المحافظات علي تعيين محافظين محسوبين علي النظام السابق ومباحث أمن الدولة أو الابقاء علي محافظين من النوعية نفسها في مناصبهم، مشيرين إلي محافظ الإسكندرية الجديد الذي وصفوه بأنه من «فلول الحزب الوطني وتم تزوير انتخابات نادي اعضاء هيئة التدريس بالجامعة لحسابه بتدخلات من أمن الدولة»، وإلي بقاء محافظي كفر الشيخ وأسوان وسوهاج المنتمين بقوة لنظام مبارك.