قال فاضل عباس أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي البحريني.. إنه لا يوجد أي أفق سياسي في البحرين، وأن الحكومة ليس لديها إلا الحل الأمني، وقتل وملاحقة الثوار، في محاولة فاشلة لقمع الثوار البحرينيين الذين يصرون علي إقامة دولة ملكية دستورية حقيقية، بها برلمان منتخب من قِبل الشعب، وليس معينا من الملك، وحكومة منتخبة من كتلة الأغلبية في البرلمان، ودستور جديد تضعه جمعية تأسيسية ويعرض علي الشعب فيما بعد، وهذه كلها حقوق مشروعة، وسوف يناضل الشعب البحريني حتي يحققها رغم كل العنف والقمع الذي تستخدمه السلطة للقضاء علي هذه الثورة، التي دفعت ثمنا غاليا من دماء الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر، وكذلك المصابون وهم بأعداد كبيرة.. فإلي نص الحوار معه.. في ظل اشتعال الثورات العربية، ما آخر المستجدات علي الساحة البحرينية؟ آخر المستجدات، أن الاحتجاجات مازالت مستمرة. ولكن يبدو أن هناك تعتيما إعلاميا! نعم، للأسف الإعلام، وخاصة بعض القنوات الفضائية، ومنها قناة الجزيرة التي أثبتت عدم مصداقيتها، وتعمل لمصالح قطر فقط، بعيدا عن المهنية والمصداقية، ولكن، عموما هناك مؤتمر للحوار، دعا إليه ملك البحرين، ولكن المعارضة رفضت المشاركة فيه، لأنه كان مؤتمرا للتحايل علي مطالبها وتطلعات الشعب البحريني، فلقد أتت السلطة في البحرين، بمجموعة من المؤيدين لها، وخرجوا بعدة نتائج، وقالوا إن الأغلبية، اتفقت علي هذه النتائج، وفي حقيقة الأمر أن هذه النتائج تبقي الوضع الحالي علي ما هو عليه، وترفض كل مطالب المعارضة، ولذلك رفضت المعارضة نتائج هذا المؤتمر، واستمرت الاحتجاجات، وأعتقد أن البحرين، وصلت إلي أفق سياسي مسدود، والسلطة مازالت تعمل وفقا للحل الأمني، وقمع الاحتجاجات بأقصي قوة ممكنة. ألا توجد أي بادرة أمل، في استجابة السلطة لمطالب الشعب؟ قبل وصولي إلي القاهرة، كانت هناك مصادمات عنيفة، أحد الشباب أصيب بقنبلة صوتية في رأسه، وهو الآن بالعناية المركزة، في منطقة شارع «البودية»، في حالة خطيرة، تدل علي استخدام السلطة للقمع بشدة لأي صوت ينادي بالحرية في البحرين، حتي ولو كان بأسلوب سلمي. أي حزب سياسي أكيد، لديه رؤية للمستقبل فماذا عن حزبكم؟ نحن في حزب التجمع البحريني، الذي هو جزء من المعارضة، نعوّل علي الشارع البحريني واستمرار هذه الاحتجاجات والمطالبات، إلي أن ترضخ السلطة لمطالب الشعب وهي «ملكية دستورية حقيقية» كما هي المملكات الدستورية العريقة، وليس كما هو الحال بوجود سلطة مطلقة للعائلة الحاكمة، حيث لا يوجد أي شكل من أشكال الديمقراطية في البحرين وأن تكون الحكومة منتخبة من الشعب، ومجلس نيابي كامل الصلاحيات، ورفض أن يكون مجلسا معينا من الملك»، يشارك في التشريع، وأن يكون هناك دستور يوافق عليه الشعب، عن طريق تشكيل مجلس تأسيسي يقوم بصياغة دستور يعرض علي الشعب فيما بعد، وهي مطالب مشروعة جدا. ألم يتحقق أي مطلب من مطالب الانتفاضة البحرينية، حتي الآن؟ للأسف لا، لم تستجب الحكومة لمعظم هذه المطالب، فقط منذ عدة أيام قامت الحكومة برفع مرتبات الموظفين ونحن رددنا علي هذا الموقف، بأن الشعب البحريني، لم يخرج للشارع في 14 فبراير من أجل رفع المرتبات، وإنما خرج من أجل حكومة تمثله، وأن يكون الشعب مصدر السلطات، وحكومة منتخبة، بمعني أن يكون هناك مجلس نيابي كامل الصلاحيات، يقوم بتشكيل الحكومة، لا أن يشكلها الملك كما يحدث الآن، وقد سبقتنا الأردن في هذا الشأن ببعض الإصلاحات، حيث تخلي ملك الأردن عن سلطته في تشكيل حكومة وسوف يخول الآن المجلس النيابي، الكتلة الفائزة، أو حزب الأغلبية يشكل الحكومة، وهذا ما نطالب به. هناك إصلاحات كذلك يقوم بها ملك المغرب «محمد الخامس»، هل هذه الإصلاحات، تقترب من طموحاتكم؟ نعم، هي تقترب من مطالبنا، ولذلك فقد طالبنا ملك البحرين أن يقتدي بملك المغرب، وأن يخرج ليقول للناس إن هناك خلافا علي الدستور وأن يعمل علي دستور جديد، وأن يوقف إراقة الدماء، لذلك نحن ندعو ملك البحرين لمعالجة الأمور بشكل سلمي ودون اللجوء إلي القمع والعنف والقتل. ألا توجد أي بوادر استجابة؟ حتي الآن، لا توجد أي استجابة لمطالب المعارضة، وأعتقد أن الدور السعودي، دور سلبي بالكامل لإعاقة مطالب المعارضة في البحرين، وخصوصا ما حدث بعد تدخل القوات السعودية في قمع الاحتجاجات في البحرين. القوات السعودية أم درع الجزيرة؟ الحقيقة هي ليس قوات درع الجزيرة، فمن تدخل وقمع الاحتجاجات البحرينية هي القوات السعودية رقم واحد، وبعض من قوات الإمارات، ولذلك القول بدرع الجزيرة هو كلام عام، نحن نريد أن نحدد بالضبط من تدخل ومن أرسل قواته لقمع الاحتجاجات. هل كان هناك تأثير للثورتين التونسية والمصرية علي الأحداث في البحرين، وما هو؟ نعم، هناك تأثير كبير جدا، وملامح هذا التأثير، أنه بعد قيام الثورتين، امتد أثرهما مباشرة لليمن والبحرين، وقبل الثورة المصرية، كان في البحرين حركة احتجاج، لكنها لم تصل لمرتبة الثورة، ولكن منذ 14 فبراير، ما حدث في البحرين هو ثورة بكل المقاييس. ولكن هناك معيارا مهما للثورة، وهو عندما يثور الشعب كله، أو يلتف حول النخبة أو القيادة التي تقود أو تشكل هذه الثورة، فهل هذا يحدث في البحرين؟ إن غالبية الشعب تقف مع مطالب المعارضة، ولكن كما نعلم، وكما حدث في مصر، هناك قطاع معين يؤيد السلطة والنظام ويستفيد منهما، وهذه الحالة ليست في مصر وحدها فقط، ولكن هي أيضا في البحرين، فهناك من يحصلون علي الأموال للتظاهر والدفاع عن النظام. هناك تشابه كبير في أساليب الأنظمة العربية في القمع.. أليس كذلك؟ نعم، فالشرطة عندنا تضرب المتظاهرين في الرأس والعين «كما حدث في مصر»، فهنا مصابون كثيرون فقدوا أعينهم، وهناك شهداء أطلق عليهم النار فتفجرت رءوسهم. هل لديك إحصاءات بأعداد القتلي والمصابين؟ الشهداء وصلوا إلي 23 شهيدا، وعدد كبير من الإصابات، لم يحص، وخاصة مع استخدام سلاح «الشوزن» وهو رصاص يستخدم في اصطياد الطيور، وهو ينتشر داخل الجسم، فيحدث إعاقات كبيرة ولا يقتل، وهو ممنوع دوليا، ولكن السلطة تستخدمه في اصطياد المتظاهرين. في ظل هذا العنف والتمسك بالسلطة ورفض مطالب الشعب، كيف تري المستقبل في البحرين؟ أري أننا وصلنا إلي أفق مغلق، ونقطة مظلمة. ولكن دائما القوي التقدمية، والثورية لديها خطة أو رؤية للمستقبل، أليس كذلك؟ كل فصائل المعارضة البحرينية، حتي التيار الإسلامي، واليسار، والقوميين، متفقون، وأصدروا بيانات تؤكد أن السلطة في البحرين لا تتجه نحو حل سياسي، وأن الأفق مسدود جدا، لأن النظام لا يريد أن يعطي الشعب حقه، ومصر علي الحل الأمني، لذلك اخترع الحوار الفاشل الذي أتي فيه بأنصاره، ثم زادت المرتبات لإسكات الشعب، ولكنها محاولات فاشلة، فالمعارضة البحرينية وهي تضم 7 تنظيمات سياسية، وموجودة في «التحالف السباعي»، ويضاف إليها ائتلاف شباب الثورة. وماذا عن موقف الإخوان المسلمين في البحرين؟ هم دائما يقفون ضد الثورة، وهم أسوأ تنظيم سياسي في البحرين، يدعم الديكتاتورية عندنا، وليس فقط يقفون ضد الثورة وإنما يقفون ضد أن يكون للشعب مجلس نيابي كامل الصلاحيات، وضد حكومة منتخبة، وضد مطالب الشعب بالكامل، وهم للأسف حركة انتهازية تستغل الخلاف بين الشعب والسلطة للوصول إلي الوزارات ومراكز في السلطة، هم أدوات السلطة في تنفيذ مخططاتها، ولكن رغم كل هذا، الثورة ستنتصر في البحرين، والسلطة سوف تخضع في النهاية لإرادة الشعب، لأنه لن يكون في البحرين استقرار سياسي أو أمني دون استجابة لمطالب الشعب، ونحن ندعو السلطة في البحرين إلي عدم الخضوع لضغوط السعودية، ونعول علي العقلاء داخل السلطة في أن تعود الأمور إلي أن يكون هناك حوار حقيقي يرعاه سمو ولي العهد الذي يحظي بقبول المعارضة والشارع البحريني.