وهم الإخوان والسلفيين حول السيطرة علي مصر أصدر حزب التجمع بيانا عاجلا ردا علي أحداث يوم الجمعة الماضي: قال فيه كان يوم أمس الجمعة 29 يوليو علامة فارقة في تاريخ العمل السياسي . حيث احتشد في ميدان التحرير ملايين من المصريين أتوا إلي الميدان مصدقين الوعد والعهد بأنها جمعة لم الشمل . والذين لم يدرسوا تاريخ جماعة الإخوان والجماعات والسلفيين صدقوا ما تم الاتفاق عليه بين أكثر من 29 حزباً وحركة فكان ما حدث من محاولة السيطرة علي الميدان بشعارات أقل ما يمكن أن توصف به أنها مناهضة للدستور والقانون وللدولة المدنية التي تمثل بالنسبة لمصر أملا أجمعت عليه القوي الوطنية والديمقراطية والليبرالية والتي زعمت جماعة الإخوان في لقاءاتها مع قوي الائتلاف الديمقراطي قبولها بها . وكان الإنفاق المالي في ذلك كله مثيراً للاهتمام وضرورة البحث. أن ما كان يوم الجمعة من رفع شعارات غاية في التطرف يذكرنا بما كان أمس أيضاً وفي ذات التوقيت بما كان في العريش حيث قام " جيش " مسلح بأحدث الأسلحة ومزود بسيارات من آخر طراز مرفوعا عليها رايات سوداء ( رمز القاعدة ) بمحاولة احتلال العريش لإعلان قيام إمارة إسلامية في سيناء.. الأمران مترابطان أتيا تحت ذات الشعارات وفي ذات التوقيت وربما من ذات المنبع . لقد تعهد الإخوان والسلفيون بأن تكون جمعة 29 يوليو هي جمعة " لم الشمل " و "وحدة الصف " لكنهم كالعادة لم يفوا بأي عهد قطعوه علي أنفسهم وانتهزوا الفرصة ليقدموا أنفسهم في صورة المسيطرين علي الوطن ، وهو وهم كاذب . ولابد لنا أن نقرر أن توجهات رسمية وإعلامية رسمية أيضاً وإجراءات رسمية كذلك قد منحت هذه القوي بعضاً من قدرة علي الاستقواء أو حتي التظاهر بالاستقواء . وإذا كانت البداية رسمية باختيار أشخاص محددين بالاسم منتمين بالتحديد لجماعة الإخوان أو متعاطفين معها لإعداد تعديلات الدستور فإن آخر الإيحاءات الرسمية كانت قيام وزير الداخلية بزيارة لمقر جماعة الإخوان ( وهي بالمناسبة جماعة لم تكتسب أية شرعية قانونية بعد ) . ولسنا ندري ما هو السر الذي ألح علي وزير الداخلية بالقيام بهذه الزيارة ولماذا مقر الإخوان بالذات بينما أمامه مقار عدة لأحزاب عدة لم يفكر ولا حتي بمكالمة تليفونية معها . ألا أنه عمد متعمد ، لكنه عمد يلعب بالنار ، وهي نار إن سارت في المجري الذي بدأ يوم 29 يوليو ستحرق الوطن ومستقبله . والمثير للدهشة أن السلفيين الذين ارتفعت عقيرتهم بالهتاف ضد شباب 25 يناير من الليبراليين والوطنيين ينسون أن هؤلاء الشباب هم السبب في الإفراج عنهم من سجون غابوا فيها أمداً طويلاً.. والمثير للدهشة أيضاً أن الشعارات التي رفعوها كانت تحمل بعضاً من تلويح بالقوة في وجه المجلس العسكري وهو المسئول عن تمكينهم من فعل ما فعلوا وما يفعلون . هل هذا نكران للجميل ، أم تلويح بقوة غاشمة لو تحكمت فلن تبقي ولا تذر ، ولو سكتنا عنها ستكرر مأساة العريش . ومن هنا فإن حزب التجمع إذ يتوجه لجماهير الشعب بضرورة الاحتشاد واليقظة دفاعاً عن مستقبل الوطن فإنه يؤكد علي دعوته لكل القوي والأحزاب والتجمعات والائتلافات التي تلاقت وجهة نظرها علي ضرورة الدفاع عن ضمان قيام دولة مدنية تكون لكل مواطنيها علي قدم المساواة دون أي تمييز بين أحد منهم بسبب من الدين أو الجنس أو الوضع الاجتماعي ، ندعوها جميعاً إلي الالتقاء فوراً لبحث خطط العمل المستقبلي لضمان مصر وطناً لكل أبنائها وساحة للحرية والديمقراطية وحرية الإبداع والاعتقاد والتعبير.. لاوقت يمكن أن يضيع ، فلنبدأ فوراً . فمصر في خطر داهم.