مع بداية شهر رمضان الكريم امتدت عدوي ارتفاع الأسعار لتشمل جميع السلع سواء الرمضانية أو الخضراوات أو الفاكهة وأيضا السلع التموينية الأساسية كالأرز والسكر والزيت واللبن والبيض والجبن. تجولت «الأهالي» في الأسواق الشعبية بالعتبة وباب الشعرية والظاهر فضلا عن سوق بيع السلع الرمضانية بالعتبة لمعرفة الحالة العامة للأسواق ومدي معاناة المواطنين في رحلة البحث عن احتياجات أسرهم بأسعار معقولة.. أول ما رصدناه هو علامات الاستفهام والاستنكار علي وجوه معظم المواطنين الذين عجزوا عن شراء مستلزمات الشهر الكريم نظرا لارتفاع الأسعار الذي أصاب كل شيء. ربة المنزل تجوب السوق يمينا وشمالا بحثا عن الثمن الأقل للتوفير أما سيدات المناطق الراقية فلجأ معظمهن إلي سوق العتبة أو سوق العبور لشراء السلع بأثمان مخفضة نظرا لارتفاع أسعارها في المناطق الراقية ففي سوق العتبة ارتفع سعر الكوسة إلي 4 جنيهات والبامية 10 جنيهات والطماطم 3 جنيهات والبطاطس 3 جنيهات بالإضافة إلي ارتفاع أسعار الفاكهة وأيضا ارتفعت أسعار السلع الأساسية بمحلات السوبر ماركت إلي ضعف أثمانها تقريبا مثل الأرز والزيت والمكرونة والسمن البلدي ومنتجات الألبان من جبن ولبن وزبادي وكذلك البيض. أما الياميش فهو سلعة محروم منها محدودو الدخل هذا العام خاصة بعد أن وصلت بعض أنواعه إلي أسعار خيالية، ولم تعد ارتفاعات أسعار الياميش مقصورة علي المكسرات بل امتدت موجة ارتفاعات الأسعار إلي البلح وقمر الدين وجوز الهند رغم أنها من السلع الرئيسية التي يقبل عليها الغلابة في رمضان فوصل سعر لفة قمر الدين إلي 15 جنيها زنة 400 جرام ووصل سعر كيلو البلح إلي 20 جنيها وهناك بعض الأنواع ب 12 جنيها. أما أرخص الأنواع وأردؤها فلم ينخفض سعره عن 8 جنيهات. فتحولت معظم المواسم المختلفة من أعياد واستقبال الشهر الكريم إلي رحلة عذاب يعيشها المواطن المصري ويتمني ألا يأتي موعدها وأكد عدد من المواطنين أن السبب الرئيسي وراء غياب بهجة الشهر الكريم هو الغلاء وارتفاع الأسعار في حين أن الناس اعتقدت أن الحال سوف يتغير بعد ثورة 25 يناير إلا أن الحال ظل علي ما هو عليه. وأكدت ربات البيوت أن العادات التي كانت تحرص عليها الأسرة المصرية في رمضان لم تعد موجودة كشراء الفوانيس للأولاد وشراء الياميش واللحوم والخضراوات وعمل العزائم وجمع الأهل والأحباب ففي رمضان هذا العام سوف تتخلي معظم الأسر من هذه العادات الحلوة فالطبخة الواحدة تتكلف فوق ال 100 جنيه فما بالنا بالعزومة. ومن أهم ما رصدناه داخل الأسواق عزوف ربات البيوت عن شراء مسلتزمات طبق السلاطة وطماطم وخيار وجرجير وبقدونس وفلفل.. حتي هذا طاله عدوي ارتفاع الأسعار وأصبح يتكلف 6 جنيهات حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلي 3 جنيهات والخيار إلي 5.2 جنيه والفلفل الرومي 5 جنيهات. كما اختفت خضرة المحشي المتمثلة في البقدونس والكسبرة الخضراء والشبت وأصبحت كالعملة النادرة التي ارتفع سعرها بسبب عدم توافرها قبل رمضان بيومين وفي اليوم الأول وصل ثمن رابطة صغيرة إلي جنيه وجنيه ونصف وهذا يرجع إلي أن غالبية الشعب المصري يتناول المحشي في أول وثاني أيام رمضان.