رغم محاولات الحكومة برئاسة د. عصام شرف احتواء حدة الاضطرابات الداخلية.. فإن هناك حالة من التخبط الشديد التي تسيطر علي أداء كل المسئولين في الحكومة والأجهزة التنفيذية في ظل عدم حسم رئيس وزراء الحكومة الانتقالية للأمور. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة المطالب في ميدان التحرير ومحاولات رئيس الوزراء احتواءها إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن البلاد علي شفا حالة من الاضطراب قد يصعب السيطرة عليها في الفترة القادمة.. وفي الوقت الذي عقد فيه رئيس الوزراء اجتماعات مكثفة ليس مع المسئولين في الحكومة لكن مع جماعات قال عنها رئيس الوزراء انهم ممثلون لائتلاف شباب الثورة إلا أن كل ثوار ميدان التحرير اعتبروا أن رئيس الوزراء «خدعهم» وجلس مع مجموعات لا تمثل الميدان أو حتي الائتلاف في محاولة منه لخداع الشعب في الوقت نفسه والأغرب من ذلك كما قالوا ان رئيس الوزراء الذي لا يتمتع بشخصية قوية في حسم الامور إذ يعتمد نفس اسلوب الحكومات السابقة في اتخاذ الإجراءات بل يتعمد اللعب علي مشاعر الثوار، وأكدوا اذا كانت هناك نية لتطهير الحكومة من النظام القديم لماذا لم يتم حسم الامور.. ووصل الامر إلي أن سياسة رئيس الوزراء قد أدت الي انقسام المسئولين في وزارة الداخلية بعد أن طلب رئيس الوزراء وزيرها تطهير الوزارة وهو ما يستحيل فعله بعيدا عن الاحداث القانونية. وأكدت مصادر حكومية مسئولة أن هناك اخطاء شديدة وقعت فيها حكومة عصام شرف بدليل لماذا لم يتم وقف مجرد المتهمين بقتل المواطنين في الثورة عن العمل واحالتهم للقضاء فإذا ثبتت التهمة تتم محاكمتهم وفصلهم وهل يعقل كما قال المسئولون ان تحاكم بعض عناصر الامن دون وقفهم عن العمل.و وصل الأمر إلي حد وجود تحذيرات من تغيير اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية بعد أن تمسك بالاجراءات القانونية في عملية تطهير الوزارة وقالت المصادر إن ذلك لا يعني أن وزير الداخلية منصور عيسوي قد اخذ صف الوزارة أو الأمن ولكن هناك إجراءات قانونية لابد من اتباعها. وهناك مصادر تحذر من خطورة وضع الداخلية في الوقت الحالي اذا ماحدث ذلك قد يصل الأمر إلي حد استمرار الاشتباكات بين الامن والمواطنين. من جانب آخر رفض المجلس الأعلي للقوات المسلحة - فرض أي شروط علي عصام شرف - فيما يتعلق بالتغييرات الوزارية المرتقبة بل ترك له كامل الحرية في التغيير.. وان كانت كل المؤشرات تؤكد أن هناك اتجاها للتخلص من كل عناصر النظام القديم طالما أن شرف في سياسته يعمل علي ارضاء شباب التحرير.