أيام قليلة ويسدل الستار علي موسم كروي مميز في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» موسم قدمت فيه الفرق كثيرا من الجهد والعرق والإصرار لتتبوأ مكانة الصدارة في جدول المسابقة إلا أن صوت مانشستر يونايتد كان عاليا ومرتفعا لعنان السماء ليتربع علي القمة ويصنع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه تشيلسي وأرسنال من خلال عوامل عديدة دفعت الفريق إلي الحصول علي اللقب التاسع عشر في تاريخه محطما الرقم القياسي الحالي الذي يتعادل فيه مع ليفربول لكل منها 18 لقبا. قبل أن نرصد الأسباب التي أدت لتفوق المان يونايتد هذا الموسم في البريميرليج لابد أن نعرج سريعا علي إخفاقات منافسيه في مقدمتهم الوصيف تشيلسي حامل اللقب الذي بدأ الموسم مهتزا مهترءا فلم يحقق سوي انتصارا وحيدا في 6 مباريات متتالية حتي استفاق لكن استفاقته من سباته العميق جاءت متأخرة.. أما الأرسنال الذي يمتلك مديرا فنيا يعد من أبرز المدربين ليس في الدوري الإنجليزي بل في العالم الفرنسي أرسين فينجر هناك أكثر من علامة استفهام علي فريقه الذي غالبا ما يعتمد علي عنصر الشباب لكن هذا النهج لم يثبت نجاحه فلم يفز المدفعجية بالبطولة المحلية منذ 6 أعوام وكان لزاما المزج بين عنصري الشباب والخبرة وهو ما حاول بالفعل تطبيقه أرسين هذا الموسم إلا أن هبوط المستوي الفني لبعض النجوم أمثال الفرنسي سمير نصري والاسباني فايريجاس، بالإضافة إلي الإصابات التي لاحقت بعض عناصر الموهبة في الفريق أمثال أرشافين وتوماس روزيسكي كما ظهر تراجع من قبل الوافد الجديد المهاجم المغربي مروان الشماخ كان لهما تأثيرا سلبيا علي أداء ونتائج الفريق.. ونعود إلي البطل المتوج وكيفية الوصول إلي مبتغاه.. فهناك أكثر من عامل ساعد وساهم مانشستر يونايتد للوصول إلي منصة التتويج الإنجليزية.. نبدأها بالقيادة الفنية للسير أليكس فيرجسون أقدم مدربي الدوري الإنجليزي صاحب الشخصية القوية والرجل الأول في فريق الأحلام من خلال رؤيته الفنية الصائبة في اكتشافات العناصر الموهوبة التي أفادت الفريق وزادت من قوته ففي كل موسم يظهر لنا نجم وموهبة جديدة أمثال الإكوادوري فالنسيا والمكسيكي هيرنانديز تنصهر مع تشكيلة الفريق الرئيسية.. وهناك عناصر أكثر أهمية وهي العناصر المنفذة للفكر التكتيكي الذي يضعه السير ومدي قدرتها علي النجاح في تطبيقه وهم اللاعبون فبدأ بحراسة المرمي المتمثلة في العملاق الهولندي أدوين فان درسار الذي وصل إلي ال 40 من عمره يتمتع بلياقة بدنية ومرونة يحسد عليها فهو بالفعل كما يقول المثل الشعبي «الدهن في العتاقي» حائط صد منيع للمان في جميع المواجهات.. ويملك الفريق ثنائياً رائع في الدفاع ريو فيرديناد والصربي فيدتشو يغلب عليهما الطابعين المهاري والبدني المميز ليعطوا من خلاله اطمئنان شديد للحارس الهولندي. إضافة إلي عنصر الخبرة في وجود ريان جيجز وبول سكولز وقوة ومهارة وتسديدات متقنة يشاركهما البرتغالي ناني صانع ألعاب خطير لديه الملكة في إحراز وصناعة الأهداف بشكل راق ولابد ألا نغفل فالنسيا وبارك وفليتش ماكينات خط الوسط فالمان يملك أوراقا رابحة عديدة تستطيع بالفعل تطبيق الاستراتيجية الفنية التي يضعها المدير الفني المخضرم.. وهناك من يطلقون عليهم «راسمي البسمة» علي شفاه عشاق المان مهاجمي الفريق الفني الذهبي واين روني بأهدافه الحاسمة ويرباتوف والقادم بسرعة الصاروخ المكسيكي تشيتشارينو هيرنانديز في اكتشافات فيرجسون كما ذكرنا في البداية رغم حداثة عمره في الدوري الإنجليزي القوي لكنه أبهر منافسيه وأضاف قوة فائقة لفريق المان يونايتد.. وبالطبع أن يمتلك الفريق البطل دكة بدلاء ثقيلة وعامرة بالمواهب والخبرة أمثال كاريك وأندرسون وبراون ومايكل أوين أفادة الفريق كثيرا طوال المسابقة ويستحقون الإشادة.. وفي النهاية لابد أن نرفع مجددا القبعة للسير أليكس الذي استطاع خلق التجانس الرهيب والمزج بين الجميع شباب، خبرة، موهبة، سرعة وقوة دكة احتياطي متميزة نتج عنها هذا النجاح والوصول إلي التربع علي عرش الكرة الإنجليزية في وجود إدارة قوية وفرت جميع المتطلبات المادية والمعنوية ومناخا صحيا صاحبه استقرارا كبيرا لفريق المان يونايتد أنهي موسمه المحلي بشكل ممتع وعلي أعتاب لقب قاري جديد وهو بطولة دوري أبطال أوروبا.