تعيد" الاهالي" فتح الملفات الشائكة التي سبق وانفردت فيها بالكشف عن جميع خيوطها بل وتبنت حملات صحفية لمناقشتها منذ اكثر من تسع سنوات وفي مقدمتها ملف "السياسات الزراعية الخاصة بالمحاصيل الاستراتيجية " والتي يمكن اعتبرها حاليا ملف أمن قومي في ظل الظروف التي تمر بها البلاد . وكان منها علي سبيل المثال وليس الحصر ما نشرته في عددها الصادر بتاريخ 18/9/2002 حيث توقعت"الاهالي" الفساد الذي حدث في وزارة الزراعة في ذلك الوقت فيما يخص قضية المبيدات الشهيرة وطالبت بتصحيح الاوضاع والاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية ،جاء ذلك من خلال عرض الجريدة لبعض الرؤي لخبراء متخصصين في الزراعة مثال دكتور" محمد عبد السلام جمعة" رئيس مركز البحوث الزراعية الاسبق والخبير العالمي في مجال القمح والذي اكد علي ضرورة المراجعة الشاملة للسياسات وطرح وسائل جديدة للتوسع في زراعة القطن عقب الانتهاء من محصول القمح مباشرة بالاضافة الي ضرورة وجود مؤسسات تضمن تحرير تجارة الاقطان. أسعار السولار أما في عددها الصادر بتاريخ 22/9/2002 فقد حذرت "الاهالي" من زيادة تكاليف أي حصاد ونقله تأثرا بارتفاع اسعار السولار في هذا التوقيت ، الأمر الذي يعيد نفسه الان حيث تشهد هذه الايام اسعار السولار ارتفاعا ملحوظا مما اثار قلق المزارعين ممن يستخدمون الآلات الزراعية التي تستخدمه بشكل اساسي وفي 13/10/2004 عاودت "الاهالي" جولاتها لتطالب في موضوع صحفي نشر علي صفحاتها بضرورة تقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك فيما يخص القمح وإعادة الدورة الزراعية علي خرائط من الطبيعة لضمان زيادة مساحات القمح بنسبة لا تقل عن 20% مع توفير التقاوي اللازمة لجميع المساحات المزروعة وفي نفس الشهر واصلت "الاهالي" النشر حول المشاكل المتعلقة بصناعة الطحن والخبز كنتيجة طبيعية لتدهور الاوضاع الزراعية وهو نفس ما نمر به حاليا من استمرار أزمات رغيف العيش وازدحام الافران وغياب الرقابة عليها . خطة أمريكية وكشفت "الاهالي" في عدد3/11/2004 عن وجود خطة امريكية للقضاء علي القطن المصري وهو ما ظهر واضحا في رفض وزارة الزراعةدعم المزارعين وانخفاض انتاجية الفدان وبالتالي انخفاض تعاقدات التصدير من 3.5 مليون قنطار الي 1.5 مليون ،وفي نفس العدد طالبت بضرورة عودة دور الدولة والتركيب المحصولي واعتماد القمح اساسا للدورة الزراعية وذلك بعد اهمال السياسات الزراعية له علي مدار سنوات طويلة مع عدم وضوح الرؤية وكيفية التعامل معه كمحصول استراتيجي وهو ما تسبب في انهيار مساحته في مواجهة محاصيل شتوية اخري كالبرسيم والفول البلدي.،،كما ألقت "الاهالي" الضوء علي عجز الدولة عن توفير بدائل من الاعلاف الخضراء كالداروية في ظل سياسة العشوائية في التعامل مع الفلاحين ،الامر الذي اضطرهم للامتناع عن زراعته. الاكتفاء الذاتي وأكدت "الأهالي" في عددها الصادر بتاريخ 10/11/2004 علي ان مصر قادرة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وذلك من خلال اقتراحات حول استخدام حبة القمح كاملة في انتاج الرغيف لتصل نسبته الي18% ،بالاضافة الي زيادة زراعة المحصول في الوادي والدلتا والاراضي الجديدة مع العناية بالاصناف والسلالات الجديدة ،وهو نفس ما اعلنه من ايام قليلة دكتور" ايمن ابو حديد" وزير الزراعة لتصدق قراءات وتوقعات "الاهالي" رغم مرور سبع سنوات علي النشر. تضارب السياسات واعلنت "الاهالي" عن كذب كل تصريحات المسئولين في وزارة الزراعة وتضارب بياناتهم حول اعادة النظر في السياسة الزراعية ووضع سياسة جديدة تعتمد علي المحاصيل الاستراتيجية فيما يخص القطن والقمح ، وارجعت ذلك الي عدم استماع المسئولين لاراء العلماء والخبراء الذين طالبوا باعادة النظر في سياسة التحرير الكامل للعملية الزراعية ودعم المزارعين ومراعاة عدم تذبذب المساحة المزروعة من هذه المحاصيل بين الحين والآخر مما يؤثر علي تراجع انتاجيته وتسويقه وواصلت "الاهالي" النشر حول تضارب سياسات رئيس الوزراء السابق"احمد نظيف" ووزير الزراعة فيما يخص هذه المحاصيل التي سقطت من حساباته فقد حرص علي وضع سياسة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الفول البلدي والعدس والبنجر علي حساب مساحة قصب السكر وكذلك الاهتمام بالذرة الصفراء علي حساب مساحة الارز والاعتماد غير المبرر علي القطاع الخاص في هذا الشأن رغم انه اثبت فشله في تحمل المسئولية حتي الآن.