زادت في الفترة الأخيرة الجرائم بجميع أنواعها بسبب غياب الأمن عن الشارع في معظم المناطق مما تسبب في هلع الناس . والتثبيت هو الاختصار المتعارف عليه لعدة جرائم مثل السرقة بالإكراه والتحرش سواء البدني أواللفظي بهدف السرقة كل هذا يختصر في كلمة واحدة : إثبت مكانك ! ، يحدث هذا في الأغلب تحت تأثير المخدرات وخاصة المحفزة للعنف مثل "البرشام" وبدعم من أصدقاء السوء . يقول "زريعة" : أول مرة كنت مع تلاتة أصحابي في الحديقة الدولية وكنا واخدين برشام وطلبت معانا نعاكس بنات وإحنا بنتمشي ندور علي بنات نعاكسهم لاقينا ولد وبنت قاعدين في وضع مش حلو ولوحدهم خالص قررنا نضايقهم .. فعلا عاكسنا البنت والولد قام بالدفاع عنها باستماتة ومعرفناش نعمل حاجة مع البنت لكن أخدنا من الولد الموبايل وساعته ,هو اللي عرضهم علينا , إحنا لم نقصد السرقة, دي كانت أول مرة بعدها أصبحنا نمارس التثبيت بهدف السرقة .. نادر لما نفكر نثبت واحد ماشي لوحده لأنه بيكون أصعب بكتير لكن لما بتكون معاه بنت بيكون سهل تقليبه لأنه بيخاف علي البنت اللي معاه ومش بيحب الموضوع يكبر وصعب أنه يبلغ الحكومة وغالبا ماتعرض البنت الفكرة بقولها خدوا أي حاجة وسيبونا نمشي ..ولكن أحيانا نضطر نثبت شاب لما بنكون محتاجين لفلوس ضروري ! الشوارع المظلمة أول مرة إتقبض عليا كان عن طريق دورية الشرطة وساعتها إحنا اللي إتثبتنا وخدنا حكم تلات سنين سرقة بالإكراه ..أنا خلاص (أتعلم عليا) عند الشرطة وماينفعش أشتغل في حته وأي حد بيشغلني لمايعرف أني إتسجنت بيمشيني ,خلاص بقي هو ده طريقي .. الحقيقة المخدرات شاطرة وبتقوي القلب وبيني وبينك هما اللي بيستفزونا نثبتهم .. وإحنا مش بننزل نثبتهم في عباس العقاد أو في أماكن زحمة .. إحنا بنلاقيهم في شوارع ضلمه ومفيهاش صريخ ابن يومين . ولا يقتصر التثبيت علي الشباب فقط بل يوجد أطفال يقومون بهذه الجريمة .. محمد من أسرة فقيرة جدا يسكن في عزبة الهجانة بالقرب من مترو مصطفي النحاس ينزل من العزبة ومعه مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و16 سنة يتزعمهم محمد لتثبيت الأطفال في المناطق القريبة من العزبة سمعت عن محمد من طفل قريب لي يقول في يوم كنا بنلعب كورة في حديقة تقع وسط مجموعة عمارات مشروع ال 14 عمارة آخر مترو مصطفي النحاس ونزل محمد وعصابته لتثبيتنا بأمواس الحلاقة وأخذ مانملك من نقود وعندما تدخل أحد أولياء أمور الأطفال وقام بنهر محمد ماهي إلا عشر دقائق والمنطقة أمتلأت بالبلطجية الكبار من أهل العزبة وكل فرد منهم في يده سلاح أبيض سواء سنجة أو ساطور لترويع أهالي المنطقة وإرهابهم والحقيقة لم يبلغ أحد من أهالينا الشرطة وكلهم أتفقوا علي أننا نبطل نلعب اختصارا للشر وحبسونا في البيت وكانت فكرتهم انهم إذا بلغوا عن محمد مين يضمنلهم ان اهله لن يقوموا بالانتقام مننا . يقول د. سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس وعميد المعهد العالي للخدمة الأجتماعية ببنها : إن ظاهرة التثبيت ليست حديثة في مجتمعنا ولكن الحديث هو المسمي الذي تغير نتيجة تغير مفردات كثيرة في التعامل اليومي فالتثبيت هو مصطلح دخيل يعبر عن السرقة بالإكراه سواء المادي أو المعنوي .ولا بد من معرفة الجوانب النفسية لظاهرة السرقة عن طريق التثبيت .. ونحاول التعرف علي جوانبها النفسية .. وعلي نوعية اللصوص وخصائصهم حتي يمكننا التوصل إلي الدوافع التي تجعلهم يسرقون حتي يمكن طرح حل لهذه المشكلة ويشترك الذين يرتكبون جريمة التثبيت في قاسم مشترك هو وجود نزعة عدوانية قد تخفي رغبة في الانتقام من المجتمع. ويرتكب البعض السرقة وهم من غير معتادي الإجرام نتيجة لتعرضهم لظروف قاسية مثل الفشل في تحقيق بعض طموحاتهم ، أو حين يتردي وضعهم الاقتصادي والاجتماعي ويتدني دخلهم ، و فشل بعضهم في إيجاد أي عمل فلا يكون له اختيارات غير الاتجاه للسرقة للحصول علي متطلبات الحياة ، وقد يقلع بعض هؤلاء بعد تحسن ظروفهم المادية غير أن نسبة منهم يستمرون في احتراف السرقة لأنهم يجدونها الطريق الأسهل في الحصول علي المال . ولكن ليس كل الفقراء لصوصا والعكس صحيح !!!