يستضيف «مسرح الأحلام» ملعب أولترافورد بمدينة مانشستر الإنجليزية الليلة لقاء العودة في الدور قبل النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بين المان يونايتد الإنجليزي وشالكة الألماني الذي وصفه خبراء اللعبة بالنزهة الكروية للبطل الإنجليزي بعد تفوقه في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين مما سهل في مهمته وصعبها علي منافسه شالكة الذي يحتاج لمعجزة بشأن اجتياز عقبة المان يونايتد. ونبدأ بالقراءة الفنية لمباراة اليوم فهي نظريا وعلي الورق محسومة لمصلحة مانشستر يونايتد لعوامل عديدة منها ارتفاع المعنويات للاعبي الفريق لشعورهم بالتفوق الذي حققوه خارج ملعبهم أداء ونتيجة مما يخفف عليهم عبئا ثقيلا وهو الضغط الجماهيري لعشاقه الذي أصبح لديهم ثقة عالية في قدرات فريقهم علي تخطي شالكة والمرور قدما نحو نهائي البطولة الأوروبية في لندن علي ملعب ويمبلي أما العامل الفني لفريق المان يونايتد فلديه مدير فني مخضرم اليكس فيرجسون صاحب خبرة كبيرة في وضع أسلوب تكتيكي خاص واستراتيجية فنية محدودة تبعا لمتطلبات هذه المواجهة الذي يسعي من خلالها تأكيد تفوق فريقه وجدارته من خلال إحراز هدف مبكر يشكل عبئا نفسيا علي منافسه الألماني ويقضي علي آماله وطموحاته ويضمن صعوده للمباراة النهائية.. حيث من المؤكد ستكون توجيهات مدرب المان للاعبي فريقه بنسيان لقاء الذهاب وخوض المباراة بفكر مختلف يتوافر فيه العزيمة والإصرار حتي يستطيعوا الوصول إلي هدفهم من خلال التفوق الميداني وسط الملعب عن طريق كاريك وبارك جي سونج وجيجز وإمداد مهاجمي الفريق روني وهيرنانديز أوناني بالتمريرات المتقنة التي من خلالها تمكنهم من إحراز الأهداف كما أن ظهيري الجنب فابيو وإيفرا سيكون لهما دور مؤثر في الاختراقات في الأطراف وتشكيل جبهات مختلفة يمينا ويسارا لخلخلة وزعزعة دفاع شالكة عن طريق الكرات العرضية بالإضافة للتصويبات القوية والدقيقة لبول سكولز. وإذا نظرنا إلي شالكة الألماني فهو يحتاج إلي معجزة إذا ما كان يرغب في الحفاظ علي أي حظوظ له في اجتياز منافسه مانشيستر يونايتد وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا بعد خسارته علي أرضه وبين جماهيره لكن ليست الهزيمة هي المشكلة الكبري التي تواجه شالكة اليوم عند خوض هذه المواجهة في الأولترافورد معقل يونايتد لكن القضية هي فقدان الثقة في إمكانية قلب الموقف أمام فريق كان من الممكن أن يحقق فوزا كبيرا وبعدد وافر من الأهداف في وقت لم يخسر فيه شالكة أي مباراة من مبارياته التسعة الأخيرة في أوروبا وفاز في خمس منها علي أرضه مما قد يعقد الأمور بشكل أكبر علي الفريق الألماني، وأوضح مدرب شالكة رالف رانخبيك بأن الموقف الليلة يشير إلي أن الأفضلية ستكون لمانشيستر في قدرته علي التأهل لكن في كرة القدم لا أحد يعرف ما سيحدث داخل أرضية الملعب.. كما لابد أن نكون واقعيين بأن مستوي مانشيستر يختلف عن مستوي إنترميلان الإيطالي الذي واجهنا في دور الثمانية لقد وصلنا إلي أقصي مستوياتنا ونحن بالقطع في حاجة إلي معجزة من أجل التأهل.. إلا أننا سنحاول التماسك ووضع أسلوب تكتيكي يتناسب مع القدرات الهائلة للمنافس من خلال غلق المساحات والضغط المكثف في الثلث الأمامي علي مدافعي المان بشأن إفساد بناء أي هجمات كما أن وضع أكثر من خط دفاعي لعدم استقبال شباكنا بأي أهداف مبكرة مع استعادة إليكساندر باوميوهان لمستواه العالي في وسط الملعب الأمر الذي يتيح فرصة كبيرة لخلق جبهة هجومية عن طريق البرازيلي إيرو والإسباني راءول من خلال تمريرات إليكساندر وباقي عناصر وسط الملعب في شالكة بشأن التوفيق في إحراز هدف في مرمي المان يونايتد يربك حساباته ويصدر لهم توترا شديدا ويزيد من ثقتهم في أنفسهم لتحقيق مفاجأة مدوية تقلب الموازين رأسا علي عقب فكرة القدم فيها الكثير من السيناريوهات.. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم.. هل الخبرات المتراكمة لنجوم الفريق الإنجليزي والقدرة التكتيكية لمديرهم الفني المحنك فيرجسون ستسمح بتحقيق معجزة كروية جديدة؟؟ هذا ما ستكشف عنه مواجهة الليلة.