الخلاف يشتعل بين اللاعبين والإدارة.. والضحية النادي عام 1914، بزغ نجم نادي الاتحاد في مدينة الثغر وأصبح منذ هذا التاريخ واحداً من أكبر الأندية في مصر وأكثرها شعبية. "سيد البلد" حقق ستة ألقاب في كأس مصر كان أولها عام 1926، ويعد واحداً من أكثر الأندية مشاركة في الدوري المصري، كان أنصاره يشعرون بالآسي والألم عندما يجدون البطولة الأهم والأعرق تتقاسمها أندية العاصمة وقد تصل الي الاسماعيلية أحياناً وحتي للإسكندرية عندما حققها الأوليمبي في ستينيات القرن الماضي، وفريقهم بعيداً عنها وهو الذي قدم عباقرة للكرة المصرية بداية من سيد ومحمود حودة وحتي محمد ناجي "جدو" مروراً بالديبة وشحتة والجارم وعرابي وبوبو ومحمد عمر وطارق العشري وغيرهم من النجوم الأفذاذ، حتي أن نجميه الديبة وجدو حققا لقب هدافي كأس الأمم الإفريقية في نسختيها الأولي بالسودان عام 1957 والأخيرة في أنجولا عام 2010 برصيد واحد بلغ خمسة أهداف.. مأساة الاتحاد الحقيقية بدأت تلوح في الأفق منذ سنوات عندما تراجعت نتائج الفريق بشدة ونجا بأعجوبة من الهبوط لأكثر من مرة حتي أصبح المرشح الأبرز هذا الموسم للعودة لدوري المظاليم بعد تزيله جدول المسابقة.. الفريق العريق الذي صار حقل تجارب للمدربين والذي شهد في الآونة الأخيرة فترة عدم استقرار اداري غير مسبوقة طوال تاريخه، أصبح في حاجة الآن لتضافر كل جهود أبنائه المخلصين من أجل انتشاله من عثرته بعد أن أصبح مصيره مجهولا وتخلي عنه الجميع بشكل لم يسبق له مثيل.. الأزمة الأخيرة بدأت عندما اجتاحت مجموعة من الجماهير مقر النادي مطالبين برحيل مجلس الادارة برئاسة محمد مصيلحي بحجة انه من ابناء الحزب الوطني وتابع للنظام السابق واثاروا الشغب داخل النادي واعتدوا علي بعض الاعضاء في سابقة لم تحدث من قبل الي أن حضروا رجال القوات المسلحة وأنقذوا النادي من بطش هؤلاء الجماهير.. علي الفور تقدم مصيلحي باستقالته ومعه مجموعة من الاعضاء منعا لتكرار تلك الواقعة من جديد، لتقوم الجهة الادارية بتعيين مجلس جديد برئاسة طارق الصباغ أملا في عودة الحياة الطبيعية الي زعيم الثغر وحل الأزمات والمشاكل التي يمر بها ، الا ان المشاكل تفاقمت ولم يستطع هذا المجلس الاستمرار أكثر من اسبوع فقط ثم تقدم اعضاؤه باستقالات متتالية، لتقوم الجهة الادارية بالاعلان عن تعيين الفريق تامر عبد العليم رئيسا للنادي لكنها لم تصدر قرارا رسميا بذلك لينفي عبد العليم علمه بذلك ويستمر الحال علي تلك المنوال حوالي اسبوع آخر، ثم تنفرج الأزمة وتعلن الجهة الادارية عن تعيين مجلس جديد برئاسة القبطان عصام شعبان الذي أصدر فرمانا في أول أيام عمله بالنادي بتجميد النشاط الرياضي بالكامل بنادي الاتحاد بما فيه كرة السلة وكرة القدم اللتان هما مصدر عشق جماهير الاسكندرية للنادي، لتزداد الأمور تعقيدا ومع عودة دوري كرة القدم وضغوط عواقب الانسحاب من البطولة رضخ شعبان وأعاد الحياة الي كرة القدم لكنه قام بعزل محمد عامر المدير الفني من منصبه، ورفض كل الحلول الوسط لجدولة ديون النادي للاعبيه الكبار وقام بتعيين احمد ساري مديرا فنيا للفريق، لكن اللاعبون الكبار رفضوا ذلك مطالبين بمستحقاتهم المالية واقالة ساري، لتشتعل الأزمة من جديد خصوصا بعد المشاركة في مباريات الدوري بمجموعة من اللاعبين الشباب واستبعاد العشرة الكبار (عبد الحميد حسن ومحمود سمير ومحمود شاكر وهاني العجيزي والهاني سليمان ويوسف عبد الرحيم ومحمود جابر وكريم فتح الله) واستمرار تدهور احوال الفريق. لم يجد شعبان بدا سوي التعاقد مع وسيط لحل تلك الأزمة وكان القرار بتعيين محمد عمر مديرا للكرة بنادي الاتحاد من اجل التوسط لحل أزمة اللاعبين المادية وازمتهم مع احمد ساري.. وعلي الفور قام عمر بالاجتماع مع اللاعبين واخبرهم بأن ساري قد استقال وذلك بعدما اخبره ساري بذلك بالفعل واتفق مع اللاعبين علي العودة للمران والانتظار قليلا علي مستحقاتهم المالية وانفرجت الأزمة بعد موافقة اللاعبين، وكان عمر قد اتفق مع منير عقيلة علي قيادة الفريق في الفترة المقبلة. الا انه وفي اليوم التالي اثناء ذهابه الي النادي علم بعودة احمد ساري لقيادة الفريق فثار وغضب وحاول الاتصال برئيس النادي لكنه لم يجب فأعلن استقالته علي الفور لتعود الأزمة من جديد الي نقطة الصفر. الادهي من ذلك ان رئيس النادي لم يجد أمامه سوي اعلان استقالته مساء السبت الماضي ليستمر مسلسل انهيار (سيد البلد).. وقبل نهاية يوم الأحد الماضي تراجع شعبان عن استقالته بناء علي طلب الجماهير والأعضاء وقام بتعيين لطفي نسيم مديرا فنيا جديدا لنادي الأتحاد. فارس عروس المتوسط الكبير، صاحب التاريخ الأكبر محلياً وعربياً وإافريقياً في كرة السلة يحتاج لتدخل عاجل من أعلي المستويات بالدولة للأخذ بيده نحو حاضر يتناسب مع تاريخه ومستقبل يواكب طموحات أحبائه حتي لا يلحق بأشقائه الترام واليونان والأوليمبي ويصبح أثراً بعد عين.