منال النجوم (فلسطين) أمر يزلزلني حتي النخاع ، ولست وحدي من زلزل عندما صدر أمر بمصادرة المرساة . قرر الربان أن يرحل لأنه عاهد نفسه أن ترسو السفينة وتصل بر الأمان.. فتوقفت . دقات قلبه وأسرع بالغياب، البحر هائج، لكن ما لم ينتبه إليه أنه لا يمكن له أن يقود الدفة بعده.. الأمواج عاتية، المرساة موجودة، لكن الربان هو نفسه المرسي وشاطئ الأمان. نحن في حالة الصدمة والوجع الذي لا يحتمل .. اعتدنا أن نسافر معه وبه لكننا الآن أسري حزن الغياب العميق. لماذا تركتنا ؟ ولمن تركتنا يتامي بعدك ؟ كان بإمكاننا أن نعتاد علي بيت جديد ، لكن ما ليس بمقدورنا أن نعتاد عليه غيابك يا أبا خالد .. يا أبي . القلب ينزف والعين تدمع والقلم لا يقوي علي إيصال آلامنا بفقدك ولا يوفيك حقك، الصدمة والذهول سيطرا علينا جميعا حتي أن أحدا منا لا يستطيع أن يصدق أنك فعلتها ورحلت. تركت في كل قلب جمرة وفي كل روح امتدادا لك.. من لا يحبك لا يحب الحياة ، ومن لا يعرفك لا يعرف نفسه ،ومن لا يسير علي خطاك يسير نحو الهاوية، لكننا لن ننتحر وسنستمر بالحياة علي أوجاعها لنكون كما أردتنا دوما . كنت تحب الحياة والمرح تؤمن بالإنسانية والغد المشرق وتملؤنا دهشة في كل مرة نراك بها أو نستمع بها إليك . الآن أنت عصفور أو زهرة.. روحك لن تبرح المكان، نراك معنا في كل مكان وعلي خطاك نسير. فإلي جنان الخلد أيها المناضل، طبت حيا وطبت مرابطا حولنا، أحبك ولن أنساك.