إن 25 يناير هو بدء تاريخ جديد، إنها ثورة بيضاء، حطمت حاجز الخوف وجعلتنا نستشعر قيمة الشباب بوصفهم التجسيد الحي للمستقبل، والعنصر الحاسم في كل تقدم وازدهار وتغيير، بما يحملونه من امكانات خلاقة، وقدرات متميزة، ومواهب شتي وخيال خصب، وارتباط واع بتكنولوجيا العصر، علي نحو جعل الشباب يحقق التواصل الخلاق، ويكتل نفسه، ويتوحد بعزم واصرار أكيد من أجل غد مشرق. ولهذا سيظل 25 يناير في ضمير الأمة، بدء تاريخ جديد لإحداث التغير المنشود فلأول مرة منذ زمن طويل ينطلق الشباب من اضلع المستحيل، من قبضة الحكومة الأمنية، ليكسر حواجز الخوف، وينطلق بحيويته المتدفقة، وايمانه العميق بعدالة قضيته وقضية الشعب المصري ليحقق الوحدة بين ابناء الأمة، فحواجز الخوف قد حطمت، وارادة الجماهير قد انطلقت وتوحدت صوب شيء واحد: هو إسقاط النظام ومحاكمة الفساد، وتعديل الدستور، وإقامة الحكومة المدنية التي تقوم علي الشرعية الدستورية والتعددية الحزبية والثقافية، والغاء قانون الطوارئ الذي حرم الحاكم من أن يستشعر نبض الأمة ، ومن ثم انغلق علي نفسه في ظل حفنة من الفاسدين والمفسدين، الذين تصوروا أن مصر ملك خاص لهم، ينبغي تقسيمها بينهم، في عزلة متوحشة عن ايقاع حركة التاريخ، وطبيعة العصر، وحتمية التغيير غير مدركين أن من جوهر خصائص المصريين أنهم يتوحدون معا في أوقات الدراما التاريخية، ولهذا توحدت عناصر الأمة مع الثورة الشبابية، رجالها ونساؤها، اطفالها وشيوخها وبسطاؤها ومثقفوها، وقادة أحزابها، ومسيحيو الأمة ومسلموها في بوتقة واحدة، امتزجت في داخلها كل معاني الاصرار والعزيمة والثورة من أجل غد يشرق بنور الحرية والعزة والكرامة والعدالة والمساواة. إنها ثورة رائعة ، تختلف عن كل الثورات، تختلف عن الثورة الفرنسية والثورة البلشفية والثورة الصينية وثورة 23 يوليو. صحيح أن الثورة الفرنسية قامت استجابة لحركة لتنوير في القرن 18 ورفعت شعار الحرية والاخاء والمساواة ودمرت سجن الباستيل الذي كان يضم سبعة مساجين وثلاثة مجانين، وسحلت قائده، لأنه كان من النبلاء الذين يتمتعون بامتياز غريب بين الفلاحين اسمه حق الليلة الأولي «ويعني أن يستأثر النبيل بعروس الفلاح في ليلة العرس الأولي» وزواج فيجارو، بيد أنها كانت ثورة دموية شأنها شأن الثورة البلشفية، غير أن ثورة 23 يوليو 1952 لم تكن دموية فقد قامت بانطلاقة الجيش ودعم الجماهير بزعامة جمال عبد الناصر. أما ثورة 25 يناير فقد كانت ثورة شباب، ثورة النقاء، ثورة الورثة الحقيقيين لكل حضارة علي مسار التاريخ الإنساني. في القرن الماضي- وتحديدا في الستينيات- انطلقت مظاهرات الشباب من سبتمبر 1964 إلي يناير 1965 متجاوزة المسافات الجغرافية، بدأت في جامعة بركلي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي الصين الشعبية، وفي بلجراد بيوغسلافيا. وكانت جميعا تهدف إلي تحقيق شيء واحد هو: أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان لا للهيمنة عليه. واستطاعت ثورة الشباب في مصر أن تجعل التكنولوجيا في خدمة الثورة البيضاء أداة طيعة بين يديه، يوحد بها صفوفه، أليس هذا منبئا بارهاصات مستقبل جديد لو أتيح لهذا الشباب فرص الانطلاق نحو المستقبل. وعندما انطلقت ثورة الطلاب في فرنسا في مايو 1968 كتبت علي جدران السوربون كلمات محفورة من نور: إن الثورة البرجوازية ثورة قانونية، وثورة البروليتاريا ثورة اقتصادية، اما ثورتنا فهي ثورة ثقافية نفسية. وعندما انطلقت مظاهرات الشباب في مصر عام 1968، اسفر الأمر عن بيان 30 مارس. أن الأمم الواعية بنبض الجماهير، وانطلاقة الشباب، تستجيب بسرعة لمطالبهم علي نحو ايجابي يساعد علي تعبئة الجماهير في الداخل والخارج نحو التحرير من التبعية، ومن الخضوع للقوي الكبري والرهان عليها وتنفيذ اجندتها البرجماتية التوجه علي حساب تطلعات الجماهير وتوجهاتها المستقبلية. لقد بهرت ثورة الشباب المصري الدنيا بأسرها لدرجة أن زعماء الغرب اليوم يقفون تحية وتقديرا لهذه الثورة البيضاء. فها هو اوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية يعلن بوضوح : ينبغي أن نعلم اطفالنا أن يكون مثل الشباب المصري. ويقول رئيس وزراء بريطانيا: ينبغي أن نركز علي تدريس الثورة المصرية في المدارس. وتقول قناة CNN : للوهلة الأولي نري شعبا يصنع ثورة بجدارة، ثم يقوم بعد ذلك بتنظيف شوارعها. وبامتنان عميق وتوحد رائع مع المصريين يقول استولينيبرج رئيس وزراء النرويج: «اليوم نحن جميعا مصريون». وبإدراك واع بقيمة مصر الحضارة والتاريخ والثورة والسلام، يعلن رئيس النمسا هينزفيشر «إن الشعب المصري هو أعظم شعوب الأرض قاطبة، وأن هذا الشعب يستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام». أما رئيس وزراء ايطاليا فيعلق بوعي عميق عن ثورة الشعب المصري بقوله «لا شئ جديد في مصر، سوي أن المصريين يصنعون التاريخ كما هو معتاد دوما من المصريين» وكلمة رئيس وزراء ايطاليا، تترجم عمق الوعي لطبيعة الدور الحضاري لمصر، فمصر خلقت لتكون صاحبة «دور فعال». بحكم ثوابت الجغرافيا ومتغيرات التاريخ، فإن مصر وجدت لتكون صاحبة دور. واليوم أصداء الثورة البيضاء تتردد في اليمن والجزائر والبحرين وايران وليبيا وغيرها. أن شمس الحرية تشرق بنور المستقبل، وإن رياح التغيير تجتاح الجمود والتخلف والفساد وإن التمصير هو الطابع المميز للدور المصري في الماضي وهو اليوم يتجسد مستقبلا. البياع وكيلا لنقابة الاجتماعيين تم انتخاب الزميل أنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع وعضو مجلس إدارة النقابة العامة للمهن الاجتماعية ليكون وكيلا للمجلس بالإجماع، ومن الجدير بالذكر أن النقابة العامة تعبر عن 250 ألف عضو من العاملين في مجال البحوث الاجتماعية والنفسية والأخصائيين الاجتماعيين العاملين في جميع المجالات. الائتلاف الشعبي لحماية الثورة بالشرقية في ضوء التحركات المشبوهة لبعض القوي والشخصيات المرتبطة بالنظام السابق الذي أسقطه الشعب في ثورته التي انطلقت شرارتها الأولي في 25 يناير.. بتضحيات جسام بفعل آلة القمع بمختلف أشكالها التي مارسها النظام للحيلولة دون نجاح الثورة.. وفي المقدمة منها كوكبة من الشهداء.. فأصبحت أهداف الثورة مدرجة بدماء الشهداء فكتب لها النصر والخلود. بادرت شخصيات سياسية ونقابية وشبابية لتشكيل ائتلاف شعبي لحماية الثورة بالشرقية والمشاركة في هذا الائتلاف بأشخاصهم. ويهدف الائتلاف إلي حشد الطاقات الشعبية في عمل منظم من أجل تحقيق مطالب الثورة وحتي لا يتسلل المفسدون مرة أخري إلي الحياة العامة.. والائتلاف ليس بديلا عن أي حركة وطنية أخري ولكننا نكمل بعضنا.. ويدعو الجماهير لتكملة المشوار حيث إن من يصنع نصف ثورة يحفر قبره بيده.