ولأنه طفل مازال في الصف الأول الثانوي لا تتعدي أعوامه الخمسة عشر عاما كانت آخر كلماته لصديقه «أنا هاموت يا أحمد.. أنا عايز أمي». لآخر لحظة في حياته يتمسك برؤية أمه، الشهيد أحمد صابر مصطفي الذي أردته رصاصات الشرطة أمام قسم حدائق القبة أثناء مظاهرة سلمية سارت من الوايلي وحتي القسم وحينما اقتربت من القسم أطلقت الشرطة الرصاص ليستشهد أحمد برصاصتين أسفل المعدة، والدة أحمد تؤكد أنه كان في إجازة من المدرسة ويلعب بالشارع مع أصحابه ولكنه اعتاد السير مع أي تجمعات وحينما وجد المظاهرة تتبعها دون وعي كما تقول أو بفرحة العدد الكبير المهم أنه في كل الحالات دفع حياته ثمنا لهذا وخسرته هي إلي الأبد، والدته التي لا تذكر اسم مدرسته الثانوي وتكتفي بتوصيفها «في المطرية» تقول إن ابنها يعيش معها بعد انفصالها عن زوجها والد أحمد ولديها طفلان من زوج آخر ولكنها تبكي بحرقة قائلة «أحمد ابن عمري» وقد شعرت بموته حينما نادي عليها بعض الجيران فقالت «ابني مات» لتجده راقدا بمستشفي السيد جلال بباب الشعرية والذي تحول لكوم لحم داخل الحجرات مؤكدة وجود عدد كبير جدا من القتلي والمصابين وقتها تحديدا يوم جمعة الغضب، والد أحمد حتي الآن لا يدري ما حدث لابنه والدته لا تتهم شخصا بعينه داخل قسم الحدائق ولكنها تطالب بمحاكمة المسئولين عن قتل الأطفال بالرصاص الحي، فهي لا تعلم ثأرها لدي من تحديدا. أحمد كان يتمني أن يفتح محل كمبيوتر وإنترنت ووالدته تمنت أن يصبح طبيبا ولكن كان لوزارة الداخلية رأي مخالف للحلمين وفضلت الاحتفاظ به وتحقيقه ليغيب أحمد عن عيون والدته وتبكيه خاصة إذا احتاجت لشيء ما ليلا متذكرة «بقلظ» كما كانت تطلق عليه وهو يردد: «هاجيلك طيران يا أمي»، تنحي الرئيس السابق لم يشف غليلها لأن ابنها «كان حياتها ودنيتها» كما قالت.