عندما قررت الذهاب إلي مقر الشهر العقاري بمركز كفر صقر شرقية لمتابعة عمل التوكيلات لمرشحي انتخابات الرئاسة ، لم أكن أتوقع أن أجد هذه الطوابير الطويلة من المواطنين الذين توجهوا للشهر العقاري لعمل توكيلات للمرشح المحتمل عبد الفتاح السيسي ، دون أي توجيه من أحد ، أو ضغط من أي جهة ، وقد سالت عددا من النساء والرجال والشباب الواقفين في الطابور ، فاستنكروا بشدة السؤال ، وقالوا لي : يكفينا أن هذا الرجل عرض حياته لخطر الموت من اجل انقاذ مصر من مصير العراق وسوريا وليبيا والسودان ، وخلصنا من جماعة ارهابية وخائنة للوطن وللشعب . وعندما سألتهم ماذا تريدون من عبد الفتاح السيسي إذا ما نجح في انتخابات الرئاسة ، وهل ستصبرون عليه حتي يعيد ترتيب أوضاع مصر بعد كل الكوارث التي مررنا بها خلال الاعوام الثلاثة الماضية الي جانب مكافحة الارهاب والذي لم نقض عليه بشكل كامل حتي الان، قالوا لي : سنحتمل معه كل الصعاب وسنقف الي جانبه طالما هو يشعر بنا ويكفينا انه رجل وطني سيحافظ علي مصر، ونحن متأكدون أنه يعرف جيدا ، حالة غالبية الشعب المصري الذي خرج في ثورتين متتاليتين يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ، وأكدوا أهمية قضية العدالة الاجتماعية .،والتي لم يتحقق منها شئ حتي الان ،حسب قولهم . وعندما حاولت الاقتراب أكثر من مشاكلهم اليومية ومطالبهم في حياة كريمة ، كانت مطالبهم بسيطة وعادلة في تمثل فى الحد الادني للحياة الانسانية ، فعلي سبيل المثال طالبني المواطن علي الألفي بمركز سنجها بالشرقية بتوفير وحدة اسعاف مجهزة لانقاذ اهالي المركز واسعافهم ،حيث يفقد الكثير من الاهالي ارواحهم وابنائهم نتيجة بعد المسافة بينهم واقرب وحدة اسعاف. وطالبني الكثير من شباب كفر صقر وابائهم وامهاتهم بتوفير فرص عمل لابنائهم الذين تخرجوا منذ سنوات ولم يجدوا فرصة عمل مناسبة واضطروا للسفر والهجرة والتعرض لخطر الموت سواء كان في البحر أو علي ايدي انطمة تلك الدول التي سافروا اليها، وتمثل ظاهرة البطالة مشكلة كبري في كل بيت في كفر صقر والشرقية . اما عن المستشفي الوحيد الموجود بالمركز فحدث ولا حرج، حيث تقول المواطنة رشا محمد عطية من كفر صقر إنها ذهبت للمستشفي تشكو من آلام في معدتها ، فقالوا لها لا توجد حقنة بالمستشفي ، اشتري حقنة وتعالي ، فذهبت رشا وهي تعاني آلاما شديدة بمعدتها واشترت الحقنة وعادت للمستشفي ، فلم تجد طبيبا ولا ممرضا يعطيها الحقنة ، فتحاملت علي نفسها وآلامها وذهبت لعيادة خاصة لإعطائها الحقنة . هذا مجرد مثال بسيط ،( مفيش حقنة في مستشفي مركزي ) يعني لا يوجد الحد الأدني من علاج أي شيء في هذا المستشفي ، أو ربما هذا هو أسلوب التعامل مع فقراء هذا الوطن . أما المشكلة الكبري في كفر صقر ومحافظة الشرقية عموما فهي سوء الطرق فهي إما (مكسرة) أو غير مرصوفة من أصله ، مما يتسبب في الكثير من الحوادث . (نعرف أن التركة ثقيلة والمشاكل رهيبة ومتراكمة ولكن كلنا أمل في المرشح المحتمل عبد الفتاح السيسي بما لديه من خبرة وتجربة ناجحة في تحديث الجيش المصري والمحافظة عليه ، ونحن معه سنبذل كل ما نملك من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة ) هذا كان لسان حال أهالي كفر صفر وهذا ما قرأته علي وجوههم جميعا .