بعض المواطنين المصريين مازالوا يعيشون فى غيبوبة ما قبل ثورة الخامس و العشرين من يناير ، أما عن جهل أو استهانة بالثورة و ما أحدثته من تغيير فى الحياة السياسية. فمن بين ثلاثة عشر من أسماء الحاصلين على التوكيلات لم تحصل سيدة مصرية على توكيل واحد ؟!! و لقد كانت النساء المصريات على قدر كبير من الحصافة و الفهم الواعى للعقلية المصرية التى تستعصى على التطور ، فلم تتقدم أي منهن للمشاركة فى سباق الترشح . أين ذهبت جهود المجلس القومى للمرأة و الاتحاد النسائى النوعى و عشرات الجمعيات المعنيات بالمشاركة السياسية ! ألا توجد بين العشرين مليونا ( على الأقل ) سيدة بالغ عاقل رشيد من تشعر بقدرتها على قيادة هذا الشعب العريق الذى كان أول من حكمته نساء فى التاريخ ؟ ألم يفكر مواطن واحد فى توكيل لسيدة من بين عشرات المرموقات اللاتى اعتلين مناصب قيادية و نجحن بل تفوقن على أقرانهن من الرجال ؟ الغريب أن التوكيلات اتجهت الى رجال لم يعلنوا نيتهم خوض السباق الرئاسى بينهم رئيسان سابقان اندلعت ضدهما ثورتان ، وهما رهن المحاكمة حاليا و مهددان بعقوبات فادحة ، و ثالث لا علاقة له بالسياسة و لا يجيد التفكير الا بقدمه ، و رابع ثبت تزويره لأوراق رسمية والكذب على المحكمة ، و الخامس فر من بلاده فى وقت الشدة . كذلك أراد أحد الموثقين أن يعلن إعجابه بالرئيس المؤقت عدلى منصور رغم أن الإعلام أعلن مرارا و تكرارا أن الدستور لا يجيز ترشحه للرئاسة . أمازال المصريون لا يأخذون الانتخابات الرئاسية مأخذ الجد ؟ وهل امتدت الاستهانة لبعض حملات المرشحين المحتملين التى أعلنت أرقاما غير حقيقية للتأييدات التى حصل عليها مرشحوهم كأنهم لا يعلمون أن الحقيقة ستتضح قريبا موثقة ومؤيدة بالبيانات ! فكيف يثق الناخبون بمرشحين يكذبون عليهم من قبل أن يتبوأ والمنصب الخطير؟ و أخشى ما أخشاه أن يكتفى المواطنون بالتوكيلات لإعلان تأييدهم للمرشحين ، ثم يتكاسلوا عن التصويت فى صناديق الانتخابات .