قائد طبيعي .. من رحم الشعب بقلم:خالد محيي الدينمن الصعب علي النفس أن تنعي قائدا طبيعيا من نبت أرض مصر الطيبة ولكنها سنة الحياة التي لا نملك إزاءها إلا الصبر علي المصاب الجلل. محمد عبد العزيز شعبان هو ببساطة تعبير حقيقي عن تلقائية واعية وإيمان عميق بهذا الشعب وحقه في حياه حرة كريمة.. عرفته عند تأسيس الحزب عاملا مناضلا اختاره زملاؤه ممثلا لهم في اللجنة النقابية وكان دائما يحدثني عن قضايا العمال ويهتم أيضا بمشاكل صناعة النسيج بصفته أحد عمالها من منطلق إيمانه بأن حل مشكلات هذه الصناعة يصب في مصلحة العمال وفي مصلحة الاقتصاد الوطني أيضاً. وعرفته زميلاً في الهيئة البرلمانية لحزب التجمع منذ فوزه للمرة الأولي عام 1990.. هادئا في مناقشاته داخل المجلس ولجانه ولكنه الهدوء الواثق الذي يطرح آراؤه ومقترحاته بشكل علمي ومدروس، ولم يهدأ يوما في سعيه نحو تحقيق الصالح العام مستخدما كل الوسائل البرلمانية من استجوابات واسئلة وطلبات إحاطة. وبمنهجه في المناقشة حظي باحترام الجميع أيا كان موقعهم الحزبي. وعرفته وسط ابناء دائرته عندما توجهت أكثر من مرة لحضور مؤتمراته الجماهيرية أو اجتماعات الحزب.. ولا يستطيع المرء إلا أن يتوقف أمام ما يمثله من ظاهرة في محيط دائرته.. الناس تبادله حبا بحب وتثق فيه وتعلق دائما آمالاً كبيرة عليه، وكان هو كذلك ايضا.. عاش بينهم دائما ولم ينتقل للعيش في مكان آخر وظل في شقته المتواضعة.. يقابل المواطنين مبتسما ويسعي بنفسه لحل كل ما يواجهونه من مشكلات باعتباره واحداً منهم يعاني مثلهم قبل أن يكون نائبا يمثلهم في البرلمان. لقد كان محمد عبد العزيز شعبان نموذجا حقيقيا للنائب بتواضعه وباحساسه بمشاكل الناس وبحسه الطبقي.. وظل محافظا علي نقائه لم يتكسب ولم يسع لمغانم خاصة من وراء عضويته في البرلمان.. كانت حياته كلها مكرسة بالفعل لخدمة الناس سواء في دائرته أو في عموم البلاد، وكان جهده كله من أجل الارتقاء بدور عضو مجلس الشعب في الرقابة علي أعمال الحكومة وفي التشريع أيضاً. وفي هذا الإطار، تبني الكثير من المقترحات وقدم الكثير من مشروعات القوانين واهتم بالعمل علي رفع الأجور وتوصيل الخدمات للمواطنين وتحسينها. كان - رغم هدوئه- مدافعا شرسا عن القطاع العام وعن كل المكتسبات التي تحققت للشعب المصري عبر نضالات كثيرة. ومثل هذا النائب يظل حياً في ضمير الشعب وتظل ذكراه باقية بين أهليه ومواطني الدائرة، فمن الصعب علي أهالي حدائق القبة والوايلي الكبير أن ينسوا نائبا خرج من بينهم وعاش مثلهم وعاني معاناتهم حتي الرمق الأخير. سيظل محمد عبد العزيز شعبان نبراسا يضيئ الطريق لكل من يريد أن يخدم الوطن والشعب، وأبداً لن ننساه فمثله باق بقاء شعبنا العظيم. وعزائي لكل فرد من أفراد أسرته ولأهل دائرته ولزملائه وزملائنا في حزب التجمع الذي يفخر بأن شعبان كان نائبا حقيقيا عن التجمع وقائدا طبيعيا من قادة اليسار المصري رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله الصبر والسلوان.