حينما جاء الخبر «عم عبدالعزيز شعبان توفي» تعالت الصيحات الحزينة بداخلي واختلطت بالدموع، لا عم عبدالعزيز لم يرحل مازال بيننا بخطواته الواثقة وصوته الهادئ الناطق بالحق وقلبه المليئ بهموم أهله وناسه في بر مصر بابتسامته وهو يمد يده إلينا ليسلم علينا أمام باب المجلس «مجلس الشعب» ويتوسطنا في وقفتنا وفي جميع الوقفات الاحتجاجية للدفاع عن شعب مصر وحق شعب مصر في الصحة في السكن في المعاش في التعليم «في لقمة نسد بيها الجوع وشربة ميه نظيفة ووظيفة تغني عن مد الإيد وهدوم تستر العريان وعلاج يشفي المرضان». مازال بيننا يتركنا لبضعة دقائق ليدخل المجلس ويعود ليذهب معه بعض من الواقفين لمقابلة النواب بالداخل، مازال بيننا لم يرحل. عندما ذهبت إلي الجنازة تجسد أمامي المعني الذي كانت تردده أمي ولم أفهمه وأنا صغيرة «لم يبق للإنسان غير عمله الطيب» تجسد العمل الطيب في نهر البشر الذي خرج يودعك إلي مثواك الأخير في عيون الأرامل الملتاعة، في بكاء الفتيات الصغار «لينا مين من بعدك.. مين هيخدمنا من بعدك» نهر من البشر نهر من الحب والوفاء والتقدير لرحلتك الطويلة فارسا رافعا سيفه مدافعا عن العدل والحق والحرية. هل كان القدر علي موعد معك حتي لا تطأ قدمك هذا المجلس، يا عم عبدالعزيز هذا المجلس ليس مجلسك، هل كان القدرأم أنك أبيت علي نفسك ألا تدخل مجلس الحزب الحاكم مجلس المغتصبين لإرادة هذا الشعب. أراك الآن وأن تطل علينا صارخا فينا لا تحزنوا أكملوا الرسالة رسالة الحق المبين رسالة الدفاع عن المظلومين، أراك الآن تنزل من علي جوادك لتسلم لنا الراية لنكمل المشوار، أراك الآن وأنت تفتح يدك فرحا لتحتضن فرسانا رحلوا ولكنهم مثلك بيننا نبيل الهلالي، يوسف درويش، عبدالوهاب المسيري، رءوف عباس، إبراهيم شكري لن تسقط الراية ستستمر مرفوعة عالية، وهنكمل المشوار.