مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و «تويتر» تستحوذ علي مساحة كبيرة من حياة المستخدمين لها و خاصة من فئة الشباب الذين يعدون الأكثر إقبالا على استخدامها، و لذا اتاحت الفرصة لهؤلاء الشباب في إبداء آرائهم فيما يجري حولهم من تغيرات سياسية او من احوال اقتصادية و اجتماعية معينة و التطرق لها بطريقة ساخرة تتناسب مع اعمارهم. عقب ثورة 25 من يناير، نشطت صفحات السخرية «الساركزم» على «فيس بوك» حيث اهتمت بنقد الواقع السياسي في مصر والتغيرات الكثيرة التي تشهدها، ثم خرجت إلى نطاق تناول احداث اقتصادية واجتماعية ورياضية، حيث لا مجال لتقييد او محظورات، وتخطت احدى تلك الصفحات 4 ملايين و نصف مليون معجب بمحتواها الدال على مدى شعبية وتاثير تلك الصفحات على الشباب. يحدثنا عصام محمد المسئول عن إحدى تلك الصفحات قائلا ما يقوم بعمله هو عبارة عن عمل موقف ساخر برسم كاريكتيري و ربطه بحدث معين، قد يكون سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو رياضيا، مضيفا أن عدد المعجبين بالصفحة تجاوز ال200 ألف وأنه في ازدياد، و»اقبال الشباب على تلك الصفحات دال على حاجتهم لمساحة للتعبير بطريقتهم و أنهم يجدون ذلك فيها و الدليل على رواج الأمر وجود صفحات أخرى تخطت المليون متابع و أكثر من هذا الرقم بكثير». و في حين قال علاء السيد قائم على إحدى تلك الصفحات «لا نتعمد ابدا التجريح في أحد و دائما ما نقوم باعمالنا في اطار كوميدي»، الا انه عاد لينتقد بعض الصفحات التي تتجاوز ما سماه «الآداب العامة» في السخرية، مضيفا «قد تجدنا نركز على خيبات الامل في الرياضة أو العثرات على المستوى السياسي وأحيانا على ظواهر اجتماعية مختلفة حيث نقدم دائما مضمونا متنوعا بحسب ما يشغل شريحة المتابعين لدينا، كما نقوم ايضا بنشر الاعمال التي يقوم بارسالها لنا متابعو الصفحة طالما لا تحتوي على أي اساءة لأحد». إلا أن لكل شيء ايجابياته وسلبياته، فعلى الرغم مما أشار إليه القائمون على تلك الصفحات فإنهم حال تطرقهم لأي شخصية عامة، فإن الجمهور يسارع في توجيه النقد لتلك الصفحات و يتهمها بالانحياز او تلقي أموال للإساءة لتلك الشخصية، الأمر الذي يخلق مشاحنات و تبادل السباب بين متابعي تلك الصفحات. وفي هذا السياق قال أحمد عمران، قائم على إحدى الصفحات «نضطر في النهاية إلى مسح الكثير من تعليقات المتابعين نظرا لانها عبارة عن تبادل للسباب»، معقبا «اتمنى ان يفهم الجميع الغرض من صفحات السخرية و هو الترفيه و يمكن لكل من يرفض ما تنشره تلك الصفحات ببساطة أن يقوم بالغاء متابعته لها».