تعتبر الصفحات الساخرة والكوميدية هي الأكثر إقبالا من مرتادي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك(Facebook) ولا يقتصر هذا علي سن أو جنس أو بلد معين ولكنها تجد رواجا لدي جميع المستخدمين نظرا لما تحمله من روح الفكاهة والتلخيص السريع للأحداث والمشكلات التي يمر بها المجتمع, فالضحك ظاهرة اجتماعية بالأساس. وتعتبر صفحة أساحبي هي الأب الروحي والأكثر جذبا للجميع وقد تم تصميم عشرات الصفحات مستوحاة من نفس الاسم, فظهرت أساحبتي وأساحبي ألش وأساحبي كوميدي وعاتشف أساحبي وأساحبي وأولاده وأساحبي يا مهندس ومكتبة أساحبي وأساحبي سلفي وأبو أساحبي و أساحبي وأساديكي وكثير غيرها يحمل نفس الاسم بدون اضافات وتكتظ هذه الصفحات بالمشاركين حتي أن إحداها وصل الي أكثر من مليون و250 ألف مشترك. وتوجد صفحات كثيرة للطرائف أبرزها صفحة نكت( مليون و600 ألف معجب), وقد توالي ظهور العديد من الصفحات الساخرة واحدثها صفحة بورورم التي تحتوي علي العديد من الكوميكسات وتراكيب الجرافيك والصور الكوميدية وتخلط السياسة بالسخرية. يوضح د. سميح شعلان أستاذ الأدب الشعبي أن هروب الشباب إلي السخرية هي محاولة للهروب من الواقع والتهكم عليه وفضح سلبياته, فالنكتة والتعليقات اللاذعة والكاريكاتير تلعب دورا مهما في الخروج من الحالة المتدنية وفي مواجهة المشكلات, وهي محاولة للمصالحة مع المأساة والاندماج مع الآخرين.. حتي لا يقف الشاب أمامها وحتي لا يتأثر بالسلب في علاقته بالمجتمع وهي وسيلة للتخلص من الحزن العميق والتغلب عليه. ويقول الدكتور غانم السعيد أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الازهر انتشرت علي صفحات الفيس بوك كثير من النكات الضاحكة الممزوجة بطعم السياسة أذكر منها تلك التي تتحدث عن توجه بعض الأحزاب حيث تقول إن امرأة عجوزا مرت علي رجل وأمامه كلب كأنه يحاوره فقالت له: إما أنك تعلمه الخيانة أو هو يعلمك الوفاء وهذه النكتة اللاذعة كان في سياقها إسقاط علي أحد الأحزاب الموجودة علي الساحة السياسية. ويقول د. جمال الهادي أستاذ الإعلام بجامعة بوسطن الأمريكية: الفيس بوك أحد مستجدات العصر التي لم تسلم من خفه ظل المصريين, وقد يكون هروب من السياسة أو ممارسة لها بطريقة مختلفة أو كليهما لأن شر البلية ما يضحك وهو أيضا هروبا لبعض الناس الذين يخافون أن يقولوا آراءهم علنا فينشرونها تحت أسماء مستعارة وبطريقة فكاهية.