يعد الأزهر الشريف مشعل الهداية والعلم وقبلة الإسلام وشمسه التى لا تغيب فى العالمين العربى والإسلامى يقف كالقلعة الحصينة يزود عن قيم الإسلام وسماحته لكن بعد خروج جماعة الإخوان من الحكم تحولت مؤسساته إلى ساحة لتصفية الصراعات السياسية، وحاول البعض تشويه صورته وإلصاق تهمة الغلو والتطرف بأبنائه فقاموا بحرق العديد من كلياته والاعتداء على أساتذة التدريس بالجامعة فى مشهد رهيب لم نره من قبل فى محراب العلم ومنبت العلماء المنوط به غرس قيم السماحة ونشر الوسطية ومحاربة التطرف ليبقى الجرح عميقا ويبقى السؤال مطروحا لماذا جنح طلاب الأزهر بعيدا عن الوسطية ولجأوا للعنف والتخريب؟ حيث أكدت د. مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات بالأزهر أنه لا يجب تعميم أفعال العنف على جميع طلاب الأزهر لأنها شملت العديد من الجامعات المصرية ولأن العديد من طلاب الأزهر يرفضون هذا النهج ويتصدون لدعاة الفتنة والتخريب. تجنيد الطلبة وأن العيب ليس فى مناهج الأزهر ولا نظام الدراسة ولكن فيمن باعوا أنفسهم وعقولهم لجماعات متطرفة يغدقون عليهم الأموال ويفرضون عليهم الوصاية والسمع والطاعة حتى ولو كانت الأعمال المطلوبة منهم هى حرق الدولة وتدمير المؤسسات.. وأكدت أن الطلبة المشاركين فى أحداث العنف هم من الفرقة الأولى ممن تخرجوا حديثا من المعاهد الأزهرية وأنهم يبغون من وراء ذلك تحقيق أهداف الجماعة بتعطيل الدراسة وإشاعة الفوضى ولكنهم فشلوا فى مخططاتهم. إنعدام القدوة الصالحة ودافعت عن المناهج الأزهرية بأنها تعلم الشباب القدوة والأخلاق الحسنة ولكن الطلبة يأخذونها كمواد للنجاح والرسوب ولا يتخذونها كسلوك تربوي وإسلامي بالإضافة لانعدام القدوة وافتقاد الأسرة لدورها فى تربية الأبناء ومتابعتهم. وناشدت الشباب باتباع الأسلوب الأمثل لممارسة السياسة بعيدا عن الشعارات والتطرف والتخريب، وأكدت أنه لا غنى للأزهر عن التطوير وربط قضايا الماضى بالحاضر ولكن الأحداث السياسية التى شهدتها الجامعة هى التى أخرت عملية تطوير العملية التعليمية بالجامعة. ندوات تثقيفية وأشارت إلى تمسك أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بإتمام الفصل الدراسى الثانى رغم كل التحديات الراهنة وسيتم عقد ندوات مع بداية الفصل الدراسى الثانى لحث الطلبة على تقبل الرأى والرأى الآخر واحترام الصغير للكبير وعودة الهدوء للجامعة وفى حالة عدم الاستجابة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتورطين فى أعمال العنف. بينما انتقد محمد عبدالله نصر «خطيب الثورة» مناهج الدراسة بالأزهر الشريف لافتقارها لروح الاجتهاد والتجديد خاصة فيما يتعلق بالفقه الموضوعى الذى يدرس للطلبة فى كلية أصول الدين ويقسم الجهاد إلى قسمين جهاد خارجى ضد الدول الكافرة وجهاد داخلى ضد الحكومات الكافرة وكتاب الفقه فى المرحلة الإعدادية الذى يتكلم عن حكم أكل لحم الآدمي. فقه الصحراء ووصف طلاب الأزهر بأنهم ضحايا للبعثات العلمية لدول الخليج الذين عادوا لأحضان الوطن بما يسمى «فقه الصحراء» بالإضافة لاختراق جماعة الإخوان لمؤسسة الأزهر ومحاولة تدريس نظريات سيد قطب ونجاح الفكر الوهابى فى أن يغزو الجامعة وطالب بقصر الأزهر على أربع كليات فقط هى أصول الدين والدعوة الإسلامية والشريعة واللغة العربية ليتمكن من أداء رسالته الدينية. عدم توافر الإرادة السياسية كما طالب بإلغاء منصب وزير الأوقاف ومفتى الجمهورية وتعيين وكيلين لشيخ الأزهر أحدهما للأوقاف والآخر للفتوى، كما ناشد الدولة بإعادة الوقف الخيرى للأزهر لكى يتحقق له الاستقلال المادى ويتمكن من النهوض بالعملية التعليمية. وأرجع تدهور حالة الأزهر لعدم توافر الإرادة السياسية لشيخ الأزهر أو الدولة للتطور والتحديث بالإضافة لغلق باب الاجتهاد. بينما دعت د. آمنة نصير أ. العقيدة والفلسفة إلى ضرورة مراجعة مناهج المعاهد الأزهرية والمواد التى تدرس لطلبة الأزهر وإعادة النظر فى نظام التنسيق الذى يدفع بالطلبة المتميزين للكليات العلمية بينما الفئة المهمشة التى يسيطر عليها الإخوان ويغدقون عليهم الأموال تكون من نصيب كليات أصول الدين والشريعة واللغة العربية. دور الأسرة وانتقدت تراجع دور الأسرة وعجزها عن متابعة أبنائها وترك الطلبة فريسة للجامعات المتطرفة. تجديد الفكر وأشارت إلى أن صناعة الفكر من روافده القديمة دون مراعاة التجديد من أكثر الإشكاليات التى تواجه الأزهر من الابتدائى للجامعة. الاختلاط بالأيديولوجيات الحادة وأن سياسة الانفتاح على العالم بلا ضوابط سهلت الاختلاط بالأيديولوجيات المتطرفة واستدراج الفئات الفقيرة إلى ساحات التطرف والتعصب والإرهاب. ولقد حثت الشريعة الإسلامية على التطور والاجتهاد فمن اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد وأخطأ له أجر فمن حكمة الشريعة ترك باب الاجتهاد مفتوحا حتى قيام الساعة.