لم تعد ظاهرة الانقطاع المتكرر للكهرباء مجرد مشكلة تؤرق كل المصريين وتزيد على كاهلهم أزمة تنضم إلى أخوتها من مشاكل البنزين والأمن وغلو الأسعار وغيرها، بل أصبحت «حالة» دعت الجميع لابتكار حلول لمواجهتها خاصة وان تصريحات الحكومة تشير إلى أن تلك الأزمة ستستمر ولفترة طويلة. ولكن كيف أثرت تلك الأزمة على حياة المصريين، قال محمد على، مواطن يقطن بمنطقة فيصل بالجيزة، أنه يسكن بشقة بالدور السادس وأنه وحال انقطاع الكهرباء فإنه التضرر لا يتوقف فقط على عدم عمل الأجهزة الكهربائية ولكن أيضا في المياه حيث يتوقف عمل موتور المياه، مضيفا بأن عائلته تقوم ب «تخزين» المياه لاستخدامها وقت انقطاع الكهرباء، كما أصبح وجود «الكشافات» أمرا ضروريا. وتابع أنه أصبح معروفا لديه ميعاد انقطاع الكهرباء وأنه «يوميا» ينقطع في وقت مشابه، معقبا بأنه وفي الفترة الأخيرة أصبح ينقطع أكثر من مرة في اليوم، خاتما حديثه بتساؤل «هل ينقطع التيار يوميا عن بيوت المسئولين كما يحدث معنا؟». ولم يختلف حال أحمد حسين، موظف، عن سابقه كثيرا حيث قال إنه يقطن بشقة في الدور العاشر وفي بعض الأحيان وعند عودته من عمله يجد التيار الكهربي منقطعاً، مضيفا « أنا مريض ولا يمكنني أن أصعد سلالم البيت ولذلك قد أضطر في بعض الأحيان أن امكث في الشارع حتى عود التيار لاستخدم المصعد، وفي بعض الأحيان اخاطر بالصعود وحين وصولي لباب الشقة أشعر وكأني ألفظ أنفاسي الأخيرة». ولكن قد تصل خطورة ازمة انقطاع التيار إلى حد الحياة أو الموت، وهو ما يحكيه لنا حسام السيد، طبيب، حيث قال «بعض المستشفيات لا تحتوي على مولد كهرباء للعمل حال انقطاع التيار، أي ان انقطاع التيار هو حكم بالاعدام على المرضى الذين يستخدمون أجهزة الإعاشة، مضيفا أنه حتى وان وجدت المولد «فان الثوانى الفارقة بين انقطاع التيار وعمل المولد لها بالغ الأثر، نظرا لوجود أجهزة مهمة يجب أن تعمل بصورة دورية وبالأخير الأعمار بيد الله». وذكر علاء جاويش، أن صاحب العمل لديه اضطر إن يقوم بشراء مولد لعمل الاجهزة الكهربية حيث يعتمد عملهم على الحواسب الآلية، منوها أيضا إلى أنه في بعض الأيام ينقطع التيار الكهربي مرتين في اليوم متهكما بانه يخشى أن يصبح في الفترة القادمة انقطاع التيار «يوم ويوم» وفي حين أفاد مسئول بشركة الكهرباء انه من المتوقع أن تشهد فترة الصيف تفاقما لتلك الأزمة، مشيرا إلى أنه السنة الماضية نظرا لنسبة السحب الكبيرة على شبكة الكهرباء أصبح يتم تخفيف الأحمال بصورة دورية والآن تزايد هذا الحمل دفع الشركة إلى القيام بنفس الممارسات في فترة الشتاء فما بالك بفترة الصيف الذي يزداد فيه الحمل على الشبكة. وأشار إلى أن انتاج الكهرباء في مصر يقدر ب 32 ألف ميجا وات، وفي حين تعاني الشبكة من وجود عجز نحو 5 آلاف ميجا وات حيث يصل الاستهلاك إلى 37 ألف ميجا وات ويزيد على ذلك، اضافة إلى انه في حال وجود صيانة او اعطال ببعض المحطات يقل الانتاج عن الرقم المشار إليه سابقا. وفي النهاية نذكر بتصريحات وزير البترول المصري، شريف إسماعيل، الأسبوع المنصرم، أن السعودية والإمارات والكويت ستوفر المواد البترولية لمصر حتى نهاية ديسمبر، ما يعني أخذ «مسكنات» لحل مشكلة افتقار المواد البترولية المستخدمة في عمل محطات الكهرباء اضافة إلى تخفيف أزمة الوقود «الموسمية»، والسؤال المطروح «وماذا بعد؟!».