ولأن بنات الشوارع وابناءهن الذين يمثلون الجيل الثاني لأطفال الشوارع هم ضحايا المجتمع.. فكان لابد أن نتعرف علي دور الأجهزة المعنية في مواجهة هذه الظاهرة، وهل هناك خطة محددة لعلاجها، وكيف يمكن إعادة تأهيل هؤلاء الامهات ودمجهن في المجتمع؟ دور المجلس فرغم وجود استراتيجية قومية تم وضعها في عام 2003 من أجل حماية وتأهيل اطفال الشوارع لكن الاستراتيجية لم تشر من قريب أو بعيد إلي بنات الشوارع وأوضاعهن والمخاطر التي تواجههن وكيفية علاجها ولأن المجلس القومي للطفولة والأمومة هو الذي قام بوضع هذه الاستراتيجية والمنوط به تنفيذها توجهنا إلي المسئولة عن برنامج حماية اطفال الشوارع بالمجلس للتعرف علي دور المجلس في تقديم رعاية تخص بنات الشوارع، فأكدت إن المجلس يعمل علي مستويين، المستوي الأول مستوي السياسات والتشريعات وبناء القدرات مع الوزارات المختلفة والجمعيات الأهلية وتم وضع استراتيجية قومية لمعالجة مشكلات اطفال الشوارع ككل وتأهيل الاطفال بلا مأوي وتحديد الأدوار التي يجب أن تقوم بها المؤسسات المختلفة في الدولة. أما المستوي الثاني فهو محاولة إعادة تأهيل هؤلاء الفتيات ودمجهن من جديد في المجتمع وذلك من خلال تخصيص دور إقامة وايواء لهن ونحاول توفير الغذاء والكساء والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لتشعر الفتيات بالأمان النفسي ويتخلصن من الجنوح إلي الشارع بكل ما اكتسبته من أمراض نفسية وعقد اجتماعية وذلك بالتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية مشيرة إلي أن المجلس منح منظمة منيس الخاصة برعاية هؤلاء الاطفال مبني مكون من أربعة طوابق في مدينة السلام لايواء هؤلاء البنات فضلا عن تمويل حركة ايواء الامهات الصغيرات التابع لقرية الأمل لمدة 3 سنوات. وأكدت سمية الالفي ضرورة أن تتحمل الدولة مسئوليتها في حماية هؤلاء واعادة تأهيلهن وأن يتم ربط قضية أطفال الشوارع بقضايا المجتمع ككل وتوفير الميزانيات والكوادر المدربة وتدريب الموظفين في الوزارات المختلفة حتي يعي الجميع أن الطفل له الحق أن يحيا حياة كريمة مشيرة إلي أن الاطفال هم مستقبل مصر ويستلزم حمايتهم مؤكدة أهمية تبني استراتيجية وقائية تمنع استغلال هؤلاء البنات واطفال الشوارع بشكل عام. وناشدت وسائل الإعلام بتبني التنويه عن آلية الوقاية والحماية التابعة للمجلس خط نجده الطفل 16000 للابلاغ عن أي انتهاكات تحدث للاطفال. وزارة التضامن أما وزارة التضامن الاجتماعي فدورها ليس فقط علاج هؤلاء الفتيات، ولكن انقاذهن وانقاذ الاخريات المعرضات للانحراف بالوقاية، فضلا عن تنفيذ مواد قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل بقانون 126 لسنة 2008 الذي افرد ابوابا كاملة لرعاية الاطفال المعرضين للانحراف إلا إن كل ما تقدمه الوزارة وفقا لتقاريرها هو 37 مؤسسة للبنين والبنات منها 13 مؤسسة للبنات، وهناك مؤسسة واحدة فقط للمعاقات عقليا ومقرها في مصر القديمة وهؤلاء صادر لهن تدابير ايداع في المؤسسة وتابع لها دار ضيافة للبنات اللاتي ليس ضدهن أحكام قضائية. وهذه المؤسسات التي ترعي البنات المتهمات أو المعرضات للانحراف فتوجد في القاهرة والاسكندرية وبورسعيد وترعي هؤلاء الفتيات بشرط ألا يزيد أعمارهن وقت إلقاء القبض عليهن علي 18 عاما، وإذا كانت تمت ال18 سنة وقت القبض عليها ترفض المؤسسة قبولها، والفتاة التي تلتحق بالدار تستمر بها حتي تتزوج، أما الطفل الولد فيخرج عند بلوغه سن 21 عاما. أما الفتيات المتهمات في قضايا تشرد أو تسول أو أي نوع آخر من الانحراف فيما عدا الانحرافات الجنسية فهؤلاء لهن ثلاث مؤسسات في القبة والعجوزة والازاريطة ودخول هؤلاء الفتيات للمؤسسة يكون إما بحكم محكمة أو بقرار من النيابة أو من خلال الجمعيات الأهلية التي ترعي بنات الشوارع أو إذا تقدمت الفتاة من تلقاء نفسها. أما أطفال بنات الشوارع فيتم التعامل معهن علي انهن لقطاء ويتم ايداعهن في أغلب الاحوال في إحدي مؤسسات رعاية الايتام التابعة لإدارة الدفاع الاجتماعي. صورة مشوهة وأوضحت عزيزة عمار رئيس الإدارة المركزية لدور الرعاية بوزارة التضامن الاجتماعي أن الصورة المشوهة لدي المجتمع حول دور الرعاية التابعة للوزارة لم تعد موجودة، ونفت جميع الاتهامات الموجهة لهذه الدور بأنها تمزج بين الاحداث المنحرفين ومرتكبي الجرائم وبين اطفال الشوارع مشيرة إلي إننا لدينا دور مخصصة لاطفال الشوارع المعرضين للانحراف ونقوم فيها بتأهيل هؤلاء الاطفال من قبل اخصائيين اجتماعيين ونفسيين، فضلا عن إلحاقهم بورش للعمل والتدريب، والطفل الذي له اسرة نحاول أن نعيده إلي اسرته أو يتم السماح له بزيارة اسرته ويظل في المؤسسة حتي سن 21 سنة، أما الفتيات فنقوم برعايتهن حتي تتزوج. وتعترف رئيس الإدارة المركزية لدور الرعاية أن الجهود المبذولة لعلاج هذه الظاهرة سواء من قبل الوزارة أو الجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال تحت اشراف الوزارة غير كافية خاصة أن الظاهرة ضخمة وفي تزايد مستمر حيث إن هؤلاء الفتيات يتعرضن لاستغلال جنس ووجودهن في الشوارع ينذر بإنتاج جيل جديد يصعب مواجهته.