صباحي: كرهت كلمتان طوال حياتي وهم كلمة "سلام" بعد اتفاقية كامب ديفيد, وكلمة "مصالحة" بعد سقوط الاخوان نحن فى فترة حاسمة وتحدي كبير لبناء دولة حقيقية, واقتصاد لا يسمح بالاستغلال ويشترط عدل اجتماعي حقيقي كتب : خالد عبدالراضي تصوير : خالد سلامة استقبل حزب التجمع, اليوم, حمدين صباحي, مؤسس التيار الشعبي, والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية, للتشاور حول الانتخابات الرئاسية المقبلة, ومناقشة رؤيته للاوضاع الراهنة, وبرنامجه الانتخابي, وكذلك إمكانية دعم الحزب له فى السباق الرئاسي. حضر "صباحي" برفقة كل من عبدالعظيم المغربي, القيادي بالتيار الشعبي, والدكتور محمد العدل, عضو مجلس أمناء التيار, وكان فى استقبالهم سيد عبدالعال, رئيس حزب التجمع, على رأس عدد من قيادات الحزب, وهم : عاطف مغاوري, نائب رئيس الحزب, وحسين عبدالرازق رئيس مجلس إدارة جريدة الأهالي, ونبيل زكي المتحدث الرسمي باسم الحزب, وعماد فؤاد المتحدث الإعلامي, والقياديان بالحزب, المهندس نبيل عتريس, والخبير الضريبي هاني الحسيني. رحب عبدالعال, خلال كلمته فى بداية الاجتماع, ب"صباحي", وأكد له انه شريك فى هذا الحزب كجزء من التيار الناصري الذي أسهم فى تأسيسه, مضيفا انه الاقرب الى التجمع بحكم التاريخ واعتبارات كثيرة اخرى, وان هناك اتجاه فى الحزب ليس بقليل يؤيد ترشح "صباحي" ودعمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة, فى مقابل اتجاه اخر قرر الميل الى صوت الجماهير لترشح المشير عبدالفتاح السيسي ودعمه, دون النظر الى ايا من هذان الاتجاهان أكبر, ولذلك قرر الحزب تأجيل القرار النهائي الى ما بعد اكتمال خارطة المرشحين. واكد عبدالعال, ان التجارب الماضية اثبتت انه لا أحد يضمن الفوز فى الانتخابات, وان قرار حمدين بخوضها واعلانه الترشح جيد, لاحداث توازن, وان كل من صباحي والسيسي ينتميان للثورة, مؤكدا ان اللقاء ليس لبحث امكانية دعم الحزب لصباحي فقط, ولكن أيضا لتكوين رؤية مشتركة وجبهة وطنية موحدة للعدالة الاجتماعية. فيما وجه حمدين صباحي, الشكر للتجمع وقياداته على اللقاء, واكد ان الحزب يمثل شيئ مهم وكبير له شخصيا ولكل الناصريين بعد ان فتح التجمع أبوابه ومقراته لدعم حزب الكرامة اثناء فترة تأسيسه, مضيفا ان أهداف التجمع تمثل الوطنية المصرية, وان ثورة 25 يناير كانت ثمرة تراكم نضالة الى جوار باقي الاحزاب والسياسيين. وقال صباحي, ان موقعنا فى قلب جماهير الثورة, واننا المعبر الحقيقي عن طموحاتها فى تحقيق العدالة الاجتماعية, مضيفا ان الثورة تعثرت مرات عديدة وسارت فى طريق متعرج, لكنها تتقدم للامام بحرصنا على الحضور الشعبي وتفاعل الجماهير والتحامنا معها, مشددا على ضرورة وصول الثورة الى السلطة عن طريق دعم أحد أبناءها فى الانتخابات الرئاسية لتكتمل الثورة وتتحقق أهدافها. وأضاف صباحي, :"طرحت نفسي مرشحا للرئاسة لتكتمل الثورة وتصل الى السلطة, واعلم جيدا ان هناك قوى ستقف ضدي لحسابات سياسية وغيرها لمصالح شخصية, لكن هناك ايضا من سيدعمني لتحقيق العدالة الاجتماعية ومطالب الثورة, لكني اليوم متفاءل بوجودي فى التجمع الذي يناضل مع الجماهير لتصل الثورة الى السلطة. واستكمل صباحي: "اعلم جيدا ان هناك ميل داخل حزب التجمع لدعم السيسي, وجئت لمناقشة برنامجي الانتخابي وطرح رؤيتي كمرشح من قلب هذة الثورة, يحمل مطالبها وأهدافها أملا فى دعم الحزب", مضيفا انه ليس على خلاف مع الجيش بل يكن لكل افراده كامل الاحترام وعلى رأسهم المشير عبدالفتاح السيسي, محذرا من الهجوم على الجيش ومحاولات الزج به فى اى صراعات. كما أكد صباحي على ضرورة تكوين جبهة ثورية قوية, تشكيل رقم كبير فى المعادلة السياسية, لان قوى الثورة حسب وصفه تعامل بطريقة غير مناسبة, ولا تلعب دورها الطبيعي خلال هذة المرحلة, مطالبا ببناء جبهة وطنية للعدالة الاجتماعية قادرة ان تعبر عن نفسها بملايين يدعموها, مضيفا انه اذا فاز فى الانتخابات ستكون وصلت هذة الجبهة الي السلطة واذا سقط سنكون اسسنا جبهة معارضة قوية تتبنى مطالب الجماهير. فيما طرح حسين عبدالرازق, عدد من التساؤلات على صباحي بشأن تمويل حملته الانتخابية وموقفه تجاه ليبيا والعراق, كما وجه له اللوم على عدم تشاوره مع قوى اليسار قبل اعلانه الترشح, لمشاركته الرأي والخروج بقرار تتوحد خلفه كافة الاحزاب. وقال صباحي, ان هناك تجارب من الممكن الاستفادة منها بخصوص تمويل الحملات الانتخابية, والتى اعتمدت الحملة خلال الانتخابات الماضية عليها, وهي حملات التبرع التى بدأنها بجنية واحد ووصلت الى 5 مليون جنية بعد ان تبرع للحملة الكثير من المؤيدين ورجال الاعمال الوطنيين. وحول العراق وليبيا, قال صباحي, ان موقفى من نظامي صدام والقذافي, كان ضد الحصار الغربي المفروض عليهم, وان ما يحدث فى ليبيا الان يشكل خطورة كبيرة على مصر, بعد ان تناوبت عليها جماعات الارهاب والتطرف, ويتم التآمر عليها من قوى الغرب لتقسيمها, مضيفا انها انتقلت من نظام له مساوئ الى نظام أسوأ. فيما ناقشه القياديان بالحزب, نبيل زكي, والمهندس نبيل عتريس فى عدم وضوح موقفه من جماعة الاخوان المسلمين, وتخوف البعض من ان يصبح مدخلا لعودتهم مجددا, عن طريق الاستجابة لدعوات التصالح الاخوانيه التى حذروه من السقوط فى فخها. وجاء رد صباحي, انه لم يتحدث ولو مرة واحدة عن المصالحة مع الاخوان المسلمين, قائلا : " كرهت كلمتان اثنان طوال حياتي وهم كلمة "سلام" بعد اتفاقية كامب ديفيد, وكلمة "مصالحة" بعد سقوط الاخوان", مؤكدا ان موقفه معلن ضد الارهاب والاحزاب الدينية, وان من يعبر عن رأيه بسلمية سيحترمه الجميع ويحفظ حقوقه, مضيفا انه لا عقاب الا لمن تلوثت يده بالدماء ومن حرض على العنف والارهاب, موضحا ان هذة الجماعة معادية لمصر, وانه ضد عودتها فى أى صورة من الصور لانها جزء من تنظيم دولي لا يريد لنا الخير. وأضاف صباحي ان ظنه بالاخوان كان حسن حين دافع عنهم, وان دخوله فى تحالف معهم كان فى الاطار الديمقراطي الواسع, وهو ما يراه البعض خطأ, لكنه مازال يرى ان هذا التحالف كان فى سياقه, مشيرا الى انه بعد ذلك نافسهم فى الرئاسة وحصل على 5 مليون صوت, ورفض منصب نائب الرئيس الذي عرضه عليه مرسي, ونزل مع الملايين المطالبة بسقوط حكم المرشد. فيما قال محمد العدل, عضو مجلس أمناء التيار الشعبي, ان كافة قوى اليسار كانت تقف خلف التجمع على مر التاريخ, فى مختلف المعارك السياسية, مطالبا كل قوى اليسار بدعم صباحي للرئاسة, لانه أحد ابناء التيار وأبرز المعبرين عنه وعن مطالب الثورة فى الانتخابات الرئاسية, مطالبا الحزب بإعادة النظر فى قراره بدعم المشير عبدالفتاح السيسي. واختتم صباحي, " اننا فى فترة حاسمة وتحدي كبير لبناء دولة حقيقية, واقتصاد لا يسمح بالاستغلال ويشترط عدل اجتماعي حقيقي, وان مصر جاهزة لهذا التحدي الان", مضيفا ان التعويل على اعادة انتاج نفس السياسات القديمة بصورة محسنة, يعد دعوة لثورة جديدة, وان الرئيس القادم ايا كان اسمه سيفشل ويثور ضده الشعب مجددا ان لم يحقق العدالة الاجتماعية. واكد ان اليسار امامه الفرصه لسماع مرشحه ورؤية برنامجه, ليتوحد خلف اسم واحد, وانه يرى فى نفسه مايؤهله لطرح اسمه لرئاسة الجمهورية, والرهان عليه كمرشح للثورة ومطالبها.