تعد قرية «هو» التابعة لمركز نجع حمادي، محافظة قنا، من أكبر القرى على مستوى المحافظة والثالثة على مستوى الجمهورية، يقرب عدد سكانها من تسعين ألف نسمة، وتبلغ مساحتها وزمامها الزراعى حوالى 3843 فدانا، وقصب السكر هو المحصول الرئيسى بها، وتبعد «هو» حوالى خمسة كيلومترات فقط عن مدينة نجع حمادي، ويقع فى محيطها أكبر قلعة صناعية فى الشرق الأوسط وهو مصنع الألومنيوم العملاق، إضافة لمصنع السكر والتكرير، كما تعد «هو» من أقدم البلاد تاريخيا وهى تتشابه مع قرى كثيرة فى الصعيد عامة وفى قنا خاصة، رغم عظمها وتاريخها وبدلا من الاهتمام بها وبأهلها فهى مهملة من الأنظمة المتعاقبة. * يقول خليفة عبداللاه «مدير مكتب محو الأمية»: رغم حجم هذه القرية من حيث المساحة وعدد السكان، لا توجد بها مدرسة ثانوى عام، رغم وجود قطعة أرض مساحتها أكثر من فدانين تم تخصيصها لهيئة الأبنية التعليمية لبناء مدرستين عليها منذ عام 1999 ولكن مازالت هيئة الآثار تضع يدها على الأرض دون الموافقة على تنفيذ المشروع التعليمى الذى سيخدم العشرات من أبناء القرية والقرى المجاورة! * يقول كرم علام فراج «مزارع»: مشكلة زراع القصب فى قنا عامة ونجع حمادى خاصة يعرفها الجميع، فالمعاناة مستمرة منذ سنوات والجميع يتاجر بنا من أجل مصالح سياسية فقط! ويضيف «كرم»: نعانى من بنك التنمية فى تعامله معنا خاصة فى القروض الزراعية والاستثمارية والتى يشترط فيها وجود ضامن رغم وجود حيازة تفوق قيمة القرض، وعند تعثر واحد من صغار المزارعين تتم جدولة ديونه وبفائدة استثمارية تفوق قدرته على السداد، وعند العجز يتم تهديده والبعض يكون مصيره السجن! ويضيف «كرم»: نقوم كمزارعين بنقل محصول القصب إلى شركة السكر على حسابنا الخاص ولا تتحمل الشركة أى نفقات! إضافة لعدم قيام الشركة بأى أعمال صيانة سواء لعربات النقل أو لخطوط سكك نقل القصب، وهذا يهدد حياة المواطنين من ناحية ويزيد من تكلفة النقل من ناحية أخرى عند سقوط أو انقلاب العربات، وهذه إضافة لمشكلات أخرى يتعرض لها زراع القصب منها ارتفاع مواد الإنتاج من أسمدة وتقاوى وعمالة بخلاف مشكلة الرى والتى تعد الأهم والأخطر بالنسبة لنا لعدم الانتظام وخلافه! ويقول حمادة عبدالرءوف القاضى «سائق»: الطريق الرئيسى الذى يربط بين مدينة نجع حمادى ومصنع الألومنيوم وعشرات القرى هو أكثر الطرق من ناحية الكثافة المرورية، لكنه ضيق للغاية ولا يستوعب المارة من سيارات ومواطنين ذهابا وإيابا مما يؤدى لكثير من الحوادث التى نشهدها بصورة يومية! ويضيف «حمادة»: الطريق مهدد بالانهيار بسبب «النحر» الذى يحدثه نهر النيل الملاصق للطريق الرئيسى ولابد من تكسيته وتوسعة الطريق حفاظا على أرواح المواطنين. ويقول محمود معروف أبوالوفا «موظف بهيئة تعليم الكبار»: هل يعقل أن يمر مشروع الصرف الصحى إضافة لمشروع الغاز الطبيعى على القرية وتحرم منهما، رغم وجود محطات الرفع الخاصة بهما على أرض «هو»؟ ويضيف «محمود»: توجد بصحراء «هو» المنطقة الصناعية الثانية والتى أنشئت فى التسعينيات بقرار وزارى وآخر جمهوري، وللعجب أن المرافق الأساسية اللازمة لتشغيلها لم تكتمل حتى الآن! ويؤكد: عشرات المحافظين السابقين والوزراء ورؤساء المدن «صدعونا» باسم التنمية وتشغيل المنطقة الصناعية والتى ستساهم بلا شك فى حل مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل، ولكن يبدو أن الصعيد وقنا تحديدا ستظل على الهامش ولا نعرف إلى متي؟ ويقول محمد عباس على «مدرس»: ويكفى أن مركز الشباب الوحيد بالقرية «حبر على ورق» ويسيطر عليه مجلس إدارة لا يقل سلبية عن باقى المراكز بالقرى الأخري! فلا توجد أنشطة رياضية أو تثقيفية وتهدر الميزانيات وتضيع حقوق الشباب فى ظل شكاوى عديدة لا طائل منها طالما أن الأمور كلها تصب فى صالح الكبار من أصحاب النفوذ والمصالح سواء تنفيذيين أو شعبيين.