تجددت أحداث الفتنة الطائفية الأسبوع الماضي بحي العمرانية بمحافظة الجيزة بسبب تحويل مبني خدمي إلي كنيسة وتعود الأزمة إلي أوائل شهر نوفمبر الماضي، فقد بدأت أعمال البناء منذ خمسة أشهر لمبني خدمات تابع لكنيسة العذراء والملاك مخائيل بالجيزة وعندما بدأت ملامح المبني تظهر كمبني كنيسة مثل تشييد «القباب» الأمر الذي أدي لتدخل مهندسي ومسئولي الحي نظرا لمخالفة المبني للتصريح المتفق من قبل «كمبني عادي وليس كنيسة» الأمر الذي دفع المسيحيين بالمنطقة للاعتصام داخل الكنيسة مدة ثلاثة أيام اعتراضا علي قرار الحي بإيقاف البناء لمخالفة التصريح حتي وصلت قوات الأمن المركزي لإجبارهم علي الخروج بالقوة وإيقاف أعمال البناء للمبني وعند عبور أحد «البلدوزرات» من أمام مبني الكنيسة في الخامسة صباح الأربعاء الماضي اعتقد بعض الأهالي المعتصمين بأنهم - الأمن - سيهدمون المبني الأمر الذي تطور للتشابك بين قوات الأمن والأهالي وقطع الطريق الدائري والنوم علي الأسفلت مما أدي لتوقف الحركة المرورية بشكل تام الأمر الذي اضطر الأمن لاستخدام القنابل المسيلة للدموع والطلق الناري الحي والهراوات والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين وقامت القوات بالقبض علي أعداد كبيرة من المتظاهرين وتحويلهم للنيابة التي قررت حبسهم لمدة خمسة عشر يوما علي ذمة التحقيق بالإضافة للمصابين الذين وصلوا إلي أكثر من سبعين داخل مستشفيات أم المصريين والتطبيقيين والهرم والشرطة، وتجمع أكثر من ثلاثة آلاف قبطي بصحبة أحد الكهنة أمام ديوان عام محافظة الجيزة وقاموا بتعطيل الحركة المرورية بشارع الهرم مرددين «يا حرية فينك فينك» مع رفع الصور الدينية للسيد المسيح والصلبان الخشبية.. وعلي إثر تلك الاعتداءات توفي أربع حالات من المتظاهرين الذين أصيبوا علي يد قوات الأمن رغم إعلان وزارة الصحة عن وفاة حالتين فقط، الأول ماكاريوس جاد شاكر 19 عاما وفي مساء اليوم التالي توفي ميلاد ملاك ميخائيل 24 عاما وملاك مبارك والطفل ملاك بيشوي 4 سنوات.. ولم يقتصر الأمر علي حالة الرعب التي سيطرت علي أهالي العمرانية فحسب بل تطور الأمر لحدوث بعض المشاجرات بين الأقباط والمسلمين في وسائل المواصلات العامة.. وفي محاولة لمقابلة أحد أهالي المسجونين علي ذمة التحقيق أكد لنا «ي. ع» أن أخاه بعد إصابته بطلقة خرطوش في رأسه وأخري في رجله تم نقله علي الفور إلي مستشفي أم المصريين لتلقي الإسعافات اللازمة وحينما طلبوا رؤيته ومحاولة زيارته تم منعهم من قبل رجال الأمن والشرطة الموجودين بالمستشفي ليكتشفوا بعد ذلك أنه تم تحويله للنيابة وحبسه علي ذمة التحقيق، وهناك بعض الحالات مازالت في المستشفي وتم منع الزيارة عنهم.. في الوقت نفسه كان موقف الكنيسة الذي رفضه البعض من الأقباط واعتبروه إهانة لهم حيث قام وفد من قيادات الكنيسة يضم الأنبا ثيؤدثيوس أسقف عام الجيزة وهاني عزيز سكرتير البابا شنودة وبعض الرموز الكنسية الأخري بزيارة مقر محافظة الجيزة السبت الماضي لتقديم الاعتذار للمحافظ سيد عبدالعزيز عما بدر من أعمال الشغب خلال التظاهر أمام الكنيسة وعند مبني الحي.. وبعد كل تلك الأحداث الدامية والتي راح ضحيتها أبرياء متي تستيقظ الحكومة من غفوتها لإنقاذ هذا الوطن الذي أصبح ألعوبة في يد المتعصبين والمسئولين الذين يصدرون تصريحات ووعودا بلا اهتمام ليصل بنا الأمر لتهديد من قبل القاعدة في بغداد كما حدث الشهره الماضي لتتلقي الكنيسة المصرية تهديدا بضرب المؤسسات المسيحية والأقباط في مصر، فإذا استمر الوضع بهذا الشكل دون اتخاذ موقف حاسم من قبل الدولة والبرلمان لسن قانون دور العبادة الموحد والقضاء علي رموز الفتنة الطائفية في البلد.. فستري مصر أياما قادمة لا تحتمل بعد وصول الفتنة لغالبية محافظات مصر وسيطرة الدين علي أشكال الحياة وترك رجال الدين المتعصبين من الجانبين في نشر أمراضهم وسمومهم للمواطنين الذين تحولوا لأصنام يحفظون ولا يفهمون.