على مدار 72 ساعة وفي توقيت واحد وهو ظهر الخميس الماضي، ودون سابق انذار، اشتعلت الاحداث الطائفية في قريتي البدرمان بمركز دير مواس، وقرية بني عبيد بمدينة المنيا. الاولى بسبب شائعة بوجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، اتضح فيما بعد عدم صدق الرواية بالمرة. والثانية بسبب محاولة الاستيلاء على قطعة ارض تقع على حدود قرية الحوارتة المسلمة، وقرية بني عبيد المسيحية، انتهت الاحداث الى اربعة قتلي واكثر من عشرين مصابا.. شهود العيان ومطرانية المنيا، قالوا ان من تزعم وحرض على اشتعال الاحداث الطائفية ببني عبيد، بعد هدوء الاوضاع، هم انصار الاخوان المسلمين، الذين بداوا باطلاق الاعيرة النارية صوب المواطنين، وحدث ما حدث.. ظهر الخميس الماضي، قام مسلمو قرية "الحوارتة" التابعة لمركز المنيا، بالاعتداء على الاقباط وممتلكاتهم بعزبة الوابور –الاصلاح- القريبة من قرية "بني عبيد"، بسبب الخلاف على قطعة ارض، مملوكة لمواطن مسيحي، تقع على حدود قرية بني عبيد والحوراتة، ونتج عن الاحداث، وقوع اربعة قتلى من الطرفين. روى شهود العيان ل"الاهالي"؛ ان الاحداث تعود الى اسبوع مضى، بسبب قيام عائلة مسلمة بالحوارتة (مملوك محمد علام) بالتعدى على قطعة ارض مملوكة لعائلة مسيحية (صادق يعقوب)، والمجاورة في نفس الوقت لقطعة الارض المملوكة للطرف الاول، ومنعوا صاحبها (الطرف الثاني) من البناء عليها، الذي قام بتحرير محضر بالواقعة. بعدها قامت العائلة المسلمة بالاتصال بمالك الارض يطالبونه بعودة البناء في ارضه، الذي قام ببناء سور خارجي للارض استعدادا لبنائها، الا انه ظهر الخميس الماضي، فوجئ بقيام عائلة مملوك من (الحوارتة) باطلاق اعيرة نارية صوب صاحب الارض واحد اقربه، اللذين اصيبو نتيجة الاحداث. وفي الرابعة عصرا، فوجئ اهالي قرية بني عبيد، بهجوم عدد من المسلحين علي اطراف القرية، لارهاب صاحب الارض. وتزعم الاعتداء المسلح كل من (كامل سيد كامل، اشرف رجب عبد الحكيم) من انصار جماعة الاخوان المسلمين، بحسب شهود العيان، وقتل على اثر ذلك المواطن (جرجس كمال حبيب) 27 عاما، لا علاقة له بالاحداث، وقُتل اثنان من المواطنين بقرية الحوارتة، واصيب اثر ذلك اكثر من عشرين مواطنا مسيحيا، تم نقلهم للمستشفى. يروى شهود العيان؛ ان سيارة الشرطة وصلت محيط الاشتباكات في الخامسة والنصف مساء الخميس، بعد بدء الاحداث بساعة ونصف الساعة تقريبا، الا ان المسلحين من قرية الحوارتة قاموا بالاعتداء على الضباط وقاموا بتكسير سيارة الشرطة واصيب احد قواتها، بعد اطلاق النيران عليهم. في مساء الجمعة، قامت قوات الشرطة باقتحام منازل عدد من المسيحيين ببني عبيد، والقوا القبض على عدد منهم، بحجة امتلاكهم اسلحة، وعليه قام عدد من اهالي القرية بتنظيم وقفة احتجاجية ظهر السبت، ردا على حملة القبض على 40 مواطنا بدون اتهامات، في الوقت نفسه لم يُمارس نفس الاجراء مع اهالي قرية الحوارتة، وعليه منع اهالي بني عبيد دخول الشرطة للقرية بسبب هذه الاجراءات. ايضا تعرض منزلين لاقباط قرية الوابور الملاصقة للحوارتة، للاعتداء على أيدي الحوارتة، وتكسير بعض المنازل. في صباح (السبت)؛ قام ثلاثة ملثمين بقرية الحوارتة بقتل (عبد المسيح عياد) 47 عامًا، من قرية نزلة عبيد بعد فتح النيران عليه اثناء توجهه لارضه الزراعية، لا علاقة له بالاحداث. في اثناء اتمام عملية الدفن، تعرض (مرزوق ملاك) للاعتداء بالرصاص الحي في قدمه وطعن بمطواة في رقبته، اثناء تواجده بارضة الزراعية، وكاد الحوارتة ان يقتلوه، لولا تدخل بعض الاهالي لانقاذه بعد سماع استغاثاته. عقب الصلاة على جثمان القتيل عبد المسيح عياد بكنيسة مار مينا بنزلة عبيد، توجه المشيعون الى دفنه بعزبة سيرافيم، وفوجئوا باطلاق نيران كثيف من قبل عشرة افراد من قرية الحوارتة يستقلون خمس دراجات بخارية ويحملون الاسلحة الالية". اعتداءات قرية البدرمان في نفس السياق؛ شهدت قرية "نزلة البدرمان" التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، عصر الخميس الماضي، هجوما على اقباط القرية، حيث اصيب اربعة مواطنين، بعد ان اطلقت النيران بشكل عشوائي تجاههم من قبل مسلمي قرية البدرمان، واشعلوا النيران في 7 منازل مملوكة لمسيحيين. جاء ذلك نتيجة ما تردد بوجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، بعد تغيب الفتاة عن المنزل ثلاثة ايام، بعدها اتهم مسلمون القرية، شابا مسيحيا يُدعى (شنودة لويس حبيب) بانه على علاقة بالفتاة، فقام عمدة القرية بعقد جلسة صلح عرفية، وتم وضع شرط جزائي قيمته 100 الف جنيه على الشاب والفتاة اذا ما بادر احدهم بالاتصال بالاخر. وبالرغم من انه تم الاتفاق على الشروط بين الطرفين، لكن بعض المحرضين حرضوا المسلمين على الاقباط بالقرية، وخرج عدد كبير منهم في الشوارع مرددين "الله اكبر" ويسبون الاقباط وقاموا بتكسير محال ومنازل الاقباط، والهجوم عليهم بشكل عشوائي. على اثر ذلك حرق منزل شنودة لويس حبيب والتعدي عليه، وحرق منزلي سليمان لويس جاد، ووجيه لويس، وعدد من المتاجر المملوكة لاقباط. وخمسة منازل اخرى. فيما وصلت قوات الشرطة وتمركزت بالشارع الرئيسي للقرية وقاموا باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتدين. واسفرت الاعتداءات بالقرية عن مقتل شخص واصابة 6 بينهم قبطي؛ حيث لقي حماده صابر عبد الله 39 سنة مصرعه, واصيب كل من فوزي فايق 30 سنة, وعمر محمد 25 سنة, وهاني صابر 30 سنة, ونصار عبد الجواد 31 سنة, وابراهيم شحاته 22 سنة, وناصر عبد البديع 40 سنة. قال الناشط الحقوقى عزت ابراهيم، إن اسلاميين متشددين قاموا ظهر الجمعة، باقتحام منزل قبطى بقرية البدرمان، وقاموا بتمزيق ملابس فتاة قبطية تدعى ايفون بشرى اقلدويس 15 سنة وبعد تمزيق ملابسها قاموا بالقائها من الدور الثالث، ونتج عن ذلك اصابتها بكسور فى الذراعين واماكن اخرى بالجسد، وتم نقلها الى مستشفى المنيا الجامعى نظرا لخطوة اصابتها، وقاموا ايضا بالاعتداء على والدتها المدعوة سامية فخرى واصابتها بكدمات بالراس والوجة وتم تحرير محضر يحمل رقم 2 احوال بتاريخ 29 نوفمبر 2013. افاد شهود العيان؛ ان قوات الامن قامت مساء السبت، باقتحام 11 منزلا للمسيحيين الذين لم يكونوا طرفا في الاحداث، وتم التحفظ عليهم بقسم شرطة دير مواس دون عرضهم على النيابة، بحجة البحث عن اسلحة .