فى 23 أغسطس سنة 1939 وقعت ألمانيا النازية بزعامة أدولف هتلر.. والاتحاد السوفيتى بزعامة جوزيف ستالين.. اتفاقية عدم اعتداء.. وعندما عقد البرلمان السوفيتى فى 31 أغسطس سنة 1939 اجتماعه التاريخى للتصديق على معاهدة المصالحة.. قال وزير الخارجية السوفييتى مولوتوف إن هذه المعاهدة هى نقطة تحول.. ليس فقط لإقرار السلام فى أوروبا.. وإنما فى العالم بأسره! واندلعت الحرب.. بعد أيام قليلة من توقيع المعاهدة.. وقامت الدبابات الألمانية باحتلال بولندا.. ووقف الاتحاد السوفيتى موقف المتفرج.. ولم تحصل بولندا على أي مساعدات عسكرية من موسكو.. والتزمت بالحياد.. بناء على اتفاق المصالحة.. وتقسيم أوروبا.. بين ستالين وهتلر. كان اتفاق المصالحة بين هتلر وستالين.. هو قمة النذالة السياسية.. ولم يتصور ستالين أنه سوف يأتى اليوم الذى تقتحم فيه الدبابات الألمانية الأراضى السوفيتية.. وأن اتفاق المصالحة.. كان من قبيل حقنة التخدير.. والأقراص المخدرة التى غيبت القيادة السوفيتية عن الوجدان. ودارت الأيام.. واندلعت الحرب العالمية الثانية.. وقال الأديب البولندى تشيسلاف ميلوز فى 10 ديسمبر سنة 1980 أثناء حصوله على جائزة نوبل فى الأدب.. إن يوم 23 أغسطس سنة 1939.. أى يوم توقيع الاتفاق بين ستالين وهتلر.. هو أسوأ يوم فى التاريخ. الآن نحن نمر بحالة عجيبة تسودها.. الثقافة ذاتها.. وأعنى بها ثقافة النذالة.. من أجل تخدير الشعب المصري.. ورموزه الوطنية.. والحالة الثورية المجيدة التى نخوضها.. تحت دعاوى المصالحة.. وتقبيل الرءوس.. والأيادي.. ووقف التصعيد الإجرامى لعصابات الإرهاب الإخوانية.. وتوفير الأمن للبسطاء من أمثالنا.. ومعها أناببب البوتاجاز.. ناهيكم عن وقف حرب الاستنزاف فى سيناء! والسخيف فى الموضوع.. أن مخطط المصالحة الذى وضعته مجموعة ضعاف الإدراك فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية.. لم يتغير.. ولم يتبدل منذ إحراق مكتبة محمد حسنين هيكل.. لفتح الحوار وجس النبض واستدراج الكاتب الكبير.. والإعلان بشكل صارخ عن فكرة المصالحة وعودة مرسى لمصطبة السلطة والإفراج عن المجرمين المعتقلين فى مقابل الخروج الآمن لقيادات القوات المسلحة.. إلخ! وعندما فشل مخطط استدراج هيكل.. بدأ البحث عن وجه جديد هو الفقيه الدستورى الدكتور أحمد كمال أبوالمجد.. الذى تركزت مهمته على الحديث عن أوجاع الشعب وتراكم المشاكل.. وأزمة الموارد الرئيسية للدخل القومى وأنه لا يوجد تصدير لأى شيء بسبب توقف الإنتاج.. إلخ.. وأثنى بالطبع على الوسيط "المعتدل" على بشر.. وتابعه عمرو دراج؟ بيد أن هذه الدعوة لقيت هى الأخرى الرفض الشعبى الجارف.. إلا أن مخطط التخدير لم يتوقف.. وخرج علينا الدكتور محمد على بشر من جديد فى إطار ما أسموه التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب والدعوة لحوار مفتوح خلال أسبوعين، والاحتشاد فى ذكرى محمد محمود، وسط تصاعد المظاهرات الإجرامية الإخوانية.. من باب الضغط على الشعب المصرى الذى يعانى المشاكل من فوق.. ومن تحت! ويبقى السؤال: ما الذى يربط بين مصالحة هتلر وستالين فى اتفاق 23 أغسطس 1939؟ الذى يربط بينهما.. هو النذالة المفرطة.. وتخدير الضحايا.. من أجل الوصول لأهدافه خبيثة تصل لحد الخيانة العظمي!