في قريتي بمحافظة القليوبية شاهدت مرارا زفة المولد النبوي الشريف ولكن هذه المرة اختلفت الزفة كثيرا فعندما لمست رجلي أرض محافظة كفر الشيخ والتي وافقني الحظ بأن أزورها لأول مرة في حياتي في نفس اليوم الذي يحتفل فيه أهالي المحافظة من نجوعها المختلفة بمولد «سيدي إبراهيم الدسوقي» والذي احتشد له آلاف من الزائرين والمتطوعين من مختلف المحافظات. وقد لفت انتباهي هؤلاء الذين يحملون لافتات من القماش العريض وعليها شعار «الطريقة الدسوقية المحمدية» وإن اختلفت أسماء المحافظات من تحتها والتي شملت جميع محافظات مصر بلا استثناء وهنا اقتربت وبشكل تلقائي لأبحث عن اللافتة التي تحمل اسم محافظة القليوبية التي أنتمي لها قلبا وقالبا الإحساس الذي أردده كثيرا وكان الأجمل هو أن هذه اللافتات حملت أسماء كل محافظة علاوة علي اسم المنطقة أو المركز داخل المحافظة فمثلا وجدت «القليوبية - شبرا الخيمة»، «الجيزة - أوسيم»، «القاهرة - مدينة نصر» بالإضافة إلي لافتات حملت أسماء لبعض البلاد العربية المشاركة في هذا المولد منها موريتانيا، أثيوبيا، وأندونيسيا وغيرها وبسؤال أحد الحاملين لهذه اللافتات عن هذا الجو وكيفية الاستعداد له قال: إنه في كل بلد أو محافظة بعض من ليسوا مؤيدين وإنما داعون لهذه الطريقة الدسوقية وحاملون لرايتها منذ أن عرفوها فيجهزون لها قبل موعدها المحدد علي الأقل بشهر ويبيتون في المحافظة التي سيكون بها المولد «كفر الشيخ» قبلها بأسبوع ويتم المرور باللافتات تعلو أصوات الهتافات خلال شوارع ونجوع المحافظة بأكملها من الكبار والصغار فلا يمكنك أن تفرق بين المتعلم وغير المتعلم وحتي الحاصل علي درجة الدكتوراة خلال هذا السير وكذلك لا تفصل بين أهل المحافظة الأصليين والزوار فالأطفال جميعهم يخرجون وراء بعض فرحين بالزفة وصوت الطبلة والنساء يتبادلن الحوار عن ذكريات هذا الجو وكيف أنه تطور واختلف عن قبل أما الرجال من المشايخ والشباب فيرددون فقط عبارات وجمل واحدة في وقت واحد والجميع يحمل اللافتات بل يتصارعون في حملها فتشابكت الأيدي وتوحدت الأصوات.