ما يحدث في مصر للمرأة المصرية لا يدل علي احترام او تبجيل او حتي مساواة و تكريم كما يدعي البعض .. المرأة المصرية معرضة للعنف بكل اشكاله اما عنف اجتماعي او عنف جسدي بداية من العنف داخل الاسرة سواء بالضرب او التعذيب . وصولا الي التحرش الجنسي في الشوارع العامة والذي تطور من كلمات معاكسة حتي وصلنا الي حالات اغتصاب في وضح النهار وبين هذا وذاك نجد انتشار ظاهرة التحرش بشكل بالغ جدا . مع تطور أشكال العنف في الشارع المصري تطور ايضا رد فعل الفتيات والسيدات فقد انتشرت في الاونة الاخيرة وخاصة بعد قيام الثورة ظاهرة الفتيات التي تحمل سلاحا ابيض او صواعق كهربائية للدفاع عن النفس في حالة التعرض للتحرش او الاختطاف. فما الذي أدي إلي تغيير التركيبة النفسية للفتاة المصرية المعروفة باللطف و الرقة الي فتاة لا تمانع في حمل سلاح ابيض او صاعق كهربائي للدفاع عن نفسها ؟ هل ازدادت الظاهرة انتشارا لهذه الدرجة المرعبة التي جعلت الفتيات يبدأن في اللجوء لحلول عنيفة لمواجهة تلك الظاهرة. سألنا بعض الفتيات عن الاسباب التي يمكن ان تكون دافعا للفتاة لحمل سلاح وقد قالت لنا سلوي راشيد 22 سنة طالبة كلية حقوق جامعة الاسكندرية : من الاسباب التي جرأت البنات علي حمل السلاح مشاهد تقدم البنات خلال الاشتباكات مع الامن شعرن ان بداخلهن قوة كامنة مكبوتة لا عنها شيء، غير ذلك هناك بعض البنات شعرت من الحملات التي يشنها الشباب ضد ظاهرة التحرش ان هناك احدا يمكن ان يساعدهن ويقف الي جوارهن من حركات منظمة، طبعا هذا علي سبيل المثال وليس الحصر. غير ان هناك بنات كثيرات اصبح لديهن نزعة عدائية تجاه المجتمع الذكوري الذي نحيا فيه. اما نغم احمد جابر 18 سنة طالبة كلية آداب فتقول: ازدادت في الآونة الأخيرة حوادث التحرش الجنسي في مصر، ووصلت إلي وقوع تحرش جنسي بشكل جماعي عدة مرات، وهي ظاهرة جديدة علي المجتمع المصري، وتختلف في جوهرها عن حوادث المعاكسات الفردية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وازدياد معدلات الطلاق والكبت الجنسي في المجتمع والبطالة والمخدرات، التي تساهم في تغييب الوعي وتساعد علي انتشار التحرش.،.لان مفيش دولة تحمي البنات . ولا عمل يشغل الشباب ولا شباب ما بتشربش هباب , لتنسي همومها . لكن لو في رخاء في البلد لاينتج تحرش بانواعه والبنات هن الضحية في هذا البلد انا شخصيا احمل المسئولية للدولة. الدكتورة هبة عبدالحليم أستاذة فلسفة التربية في علم نفس الاطفال تقول : ان اردنا تناول تلك الظاهرة فعلينا تفسير اولا معني كلمة التحرش الجنسي فهي تعني الاعتداء علي احد جنسيا رغما عنه وهذا يعني انه هناك فئة معينة في الوطن لا تحيا بأمان و هذا يعني ان هذا الوطن هو مجتمع فوضوي وهمجي وهناك عوامل عدة لتلك الظاهرة فهناك عوامل اجتماعية وعوامل نفسية تؤثر علي فعل الفرد. فالعوامل الاجتماعية تتضمن ايضا العوامل الاقتصادية التي تمر بها البلد من فقر وبطالة أديا الي عجز الشباب عن الزواج والارتباط و الدخول في علاقة سليمة مع الجنس الاخر والي جانب ذلك العامل المهم يتولد ايضا الكبت الجنسي فقد اصبح اغلب شبابنا مكبوتين و مقهورين مما يؤدي ذلك الي اضطرابات نفسية تؤدي الي افعال سلبية من ضمنها التحرش. فماذا تنتظري من فتاة لا تجد حماية من اي نوع ضد المتحرش، فالداخلية اصبحت لا تهتم بتلك الجرائم و لا تقوم بدورها اصلا في حماية المواطن و حياته وامنه، فلم يعد هناك رادع لاي فعل شائن ابدا فقد اصبحنا نعيش في مجتمع فوضوي لا تحكمه قوانين او قواعد اخلاقية. الي جانب الانفلات النفسي الذي يعاني منه الشباب في تلك المرحلة المهمة فقد شعرت الفتيات في الفترة الاخيرة بعدم الامان بشكل كبير حيث لم تجد اي مفر من حوادث التحرش التي زادت بشكل ملحوظ في الفترة الاخيرة، فلجأت الفتيات الي حمل السلاح الابيض الذي كان ممنوعا من قبل للدفاع عن نفسها لشعورها القوي بأنه لم يعد هناك من يدافع عنها. الحل لتلك الظاهرة الخطيرة سواء كانت التحرش او حمل الفتيات للسلاح الابيض هو عودة دور الشرطة بقوة حيث الدوريات الشرطية التي ترسي انضباطا مجتمعيا في المجتمع و تردع اي شخص عن التفكير في اهانة المراة. فبعد ضمان الحماية والامان للفتيات والاناث في الشوارع العامة والميادين لن يجدي ابدا فتاة تحمل سلاحا ابيض لأنه لن يعد له حاجة.