الهجوم المضاد لليسار العربي الهدف الرئيسي لذلك اللقاء اليساري العربي في بيروت يومي 22 و23 أكتوبر الحالي هو استنهاض اليسار لكي تستعيد القوي اليسارية العربية دورها القيادي لمواجهة الهجمة الاستعمارية الصهيونية الرجعية الساعية لتصفية جميع قضايا التحرر وإهدار الاستقلال الوطني الحقيقي وسد الطرق أمام الديمقراطية في العالم العربي. ومن هنا كانت أهمية مشاركة حزب التجمع الوطني في اللقاء. الذي دعا إليه ونظمه الحزب الشيوعي اللبناني بمناسبة مرور 86 سنة علي تأسيسه، خاض خلالها معارك بطولية من أجل وطن عربي مستقل ديمقراطي علماني.. مقاوم. وفي رأي قيادة هذا الحزب اللبناني أن غياب حركة تحرر موحدة بقيادة القوي والأحزاب اليسارية أدي إلي بروز التيارات الدينية وغير الدينية، التي فرضت مفهومها للمقاومة، الذي يفصل قضية التحرير عن قضية التغيير الديمقراطي، ويمارس هذه المقاومة من موقع طبقي محدد هو موقع تكريس وتأييد قبح النظام القائم. وأجمع ممثلو 19 حزبا يساريا عربيا شاركوا في اللقاء علي أن الظروف تحتم أن يمارس اليسار دوره الفعال وأن يشن هجوما مضادا يفضح، مجددا، الطبيعة الوحشية للمرحلة الراهنة من الرأسمالية يعيد من خلاله تعبئة وتنظيم نضال الحركة اليسارية العربية علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية. والمهمة العاجلة هي توحيد قوي اليسار العربي، التي لاتزال مشرذمة ومنقسمة علي نفسها مما يعيق حركتها، أما الترجمة العملية لهذه الوحدة، فهي التحرك الجماهيري من أجل التغيير السياسي. واعتبر الحزب الشيوعي اللبناني أن المنطلق لأي تغيير ديمقراطي في النظام اللبناني لابد أن ينطلق ، من الأساس الذي هو العلمنة، استنادا إلي قانون مدني موحد للاحوال الشخصية يعيد إلي مفهوم المواطنة معناه، ويؤمن للبنانيين واللبنانيات المساواة الفعلية علي الصعيدين الاجتماعي والقانوني. ودعا اللقاء اليساري العربي إلي مقاومة المشاريع الامبريالية - الصهيونية- الرجعية الساعية إلي إثارة الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية الهادفة إلي تفتيت الدول العربية إلي كيانات ضعيفة ومتصارعة، كما جري ويجري في العراق والسودان ولبنان واليمن والبحرين والصومال. وقد صفق الآلاف من المشاركين، في مؤتمر حاشد احتفالا بعيد الحزب، طويلا عندما وجه ممثل حزب التجمع التحية إلي شبيبة الحزب من خالد محيي الدين مؤسس حزب التجمع. اسم خالد محيي الدين يكفي لإعادة الثقة باليسار المصري والعربي.