علي شاشة قناة الحياة الأولي، استضاف شريف عامر مساء الاحد الماضي العالم المصري المرموق عصام حجي، الذي أختير مساعدا للرئيس لشئون العلم، في أول حوار له بعداختياره، وبعد الاجتماع الأول له مع الرئيس. وفي البرنامج (الحياة اليوم) أعلن العالم المصري الذي يعمل في وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) عن مشروعه لتكوين «مجلس علماء مصري» يتم من خلاله التعامل مع كل ما يخص مستقبل مصر من الآن مؤكداً علي أن اختياره لا يعني مطلقا أنه أفضل من غيره من علماء مصر الموجودين بداخلها ومصرا علي أن الديمقراطية هي ما نحتاجه الآن في كل شئون حياتنا وأولها ما يخص استخدام العلم في حل مشكلاتنا الكثيرة، وفي البرنامج ايضا كشف مقدمه عن كم هائل من المتاعب حاصرت ضيفه في بداية حياته بمصر حين منُع من إجراء أبحاثه أولا في الصحراء المصرية لدواع أمنية فسافر لإجرائها في صحراء الكويت وصولا لما يخص مسألة الايمان بالعلم أساسا والتعامل معه كنهج للتفكير واستخدامه للتخطيط والمفارقة التي كشف عنها هذا الحوار أنه ربما يكون الحوار الاول الذي يجري مع عالم أيا كان تخصصه علي فضائية مصرية منذ شهور طويلة، وسبقته فقط حملة انتخابات الرئاسة المصرية في بداية العام الماضي، في جزئها الأول، حين كان البعض من علماء وعالمات مصر ضيوفا علي الفضائيات بصحبة حمدين صباحي المرشح للرئاسة آنذاك.. وحين انتهت هذه الحملة إلي ما أنتهت اليه، فإننا لم نر العلماء علي شاشاتنا طوال فترة حكم مرسي بالرغم من شدة ما عانيناه من قضايا.. كلهم وراء الترفيه المفارقة الثانية في هذا الحوار هو أنه يصدر عن قناة تتبع شبكة فضائية مصرية خاصة تسعي جاهدة لحصد لقب أكبر شبكات الترفيه التليفزيونية في مصر، وهي كذلك بالفعل بفعل عدد برامج الترفيه التي تنتجها والتي تستوردها وآخرها (صوت الحياة) ثم (آراب أيدول) اما في رمضان الماضي فهناك برامج أخري مثل (رامز قلب الأسد) الذي تحول هذا العام ليصبح (رامز غنخ آمون) وبدلا من ان يقدم نوعا من العلم المبسط لتاريخ الحضارة الفرعونية، فإنه سعي إلي تنفير الناس منها، بفعل العقارب والثعابين التي هاجمت ضيوف البرنامج يوميا حين نزلوا الي المقبرة! وبالتالي فإذا كان جزء من المشاهدين للبرنامج لديه رغبة وحلم بزيارة هذه الآثار وشغف بمعرفة حضارة القدماء فمن المؤكد انه سينسف هذا الحلم.. أيضا فإن (الحياة) حين قدمت لمشاهديها أعلي الجوائز ماليا (فئة ألف جنيه يوميا) في رمضان، فلم تقدمها من خلال فزورة علمية تساهم في دعم قيمة العلم عند المواطن في مصر، وانما كان المطلوب هو معرفة اسم المسلسل الذي تدور حوله حلقة فوازير محمد هنيدي بالطبع هناك الافلام السينمائية والمسلسلات التركية الكثيرة (قبل ايقافها مؤخرا تضامنا مع الحملة ضد تركيا وهجومها علي مصر) باختصار فإن الشبكة التي تقدم كل هذا الترفيه لا تقترب مطلقا من برامج العلم ودوره في حياتنا في محاولة لتوعية مشاهدها بما يحدث في العالم حوله من تطور مذهل سببه تقدم العلم، ولكي نكون منصفين فإنها ليست وحدها، وإنما كل القنوات والشبكات الخاصة من (المحور) إلي (دريم) إلي CBC و(النهار) فبقدر انفاقها علي برامج (التوك شو) والترفيه، وأيضا «الطبيخ» لا تنفق شيئا علي برامج للعلم.. وأيضا بالطبع الادب والثقافة، أيا كان نوعها وأقصي ما يمكن تقديمه هو استضافة احد العلماء حين يكون الموضوع سياسيا أو مثيراً للجدل.. وربما يصبح الامل معقودا الآن علي التليفزيون المصري العام الذي عرف منذ بداياته برامج علمية عديدة منها (العلم والايمان) للدكتور مصطفي محمود رحمه الله.. فهل تصحح وزيرة الاعلام الجديدة درية شرف الدين هذا الوضع من خلال اعادة التوازن لخرائط قنوات وشبكات التليفزيون المصري خاصة وأن لاستخدام العلم في حياتنا، وعلي شاشاتنا، ضرورة ورحمة بمواطنينا.. وهو ما نؤكده في الأسبوع القادم.