صادف يوم 28 سبتمبر أمس ذكري وفاة الزعيم جمال عبدالناصر عام 1970، الذي لم تخرج الجماهير العربية بهذه الكثافة لوداع قائد عربي غيره، وهذا يوضح إلي أي مدي عبر ناصر عن حلم جماهير الأمة العربية والي أي مدي أحبت الجماهير ناصر، فكل من يحاول تشويه صورة هذا القائد العربي يصغر ويشوه من نفسه قبل أن ينال من ناصر. والسؤال هو .. لماذا كان هناك تلاحم بين فكر وقيادة جمال عبدالناصر وجماهير الأمة العربية من المحيط إلي الخليج؟ هذا السؤال هو ما يجب أن يسأل أعداء ناصر أنفسهم إياه، فبرنامج عبدالناصر عبَّر عن حلم المواطن العربي في عدد من القضايا ومن ضمنها القرار العربي المستقل البعيد عن هيمنة الاستعمار الغربي، القرار النابع من المصالح العربية، وحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية عبر الاشتراكية وقانون الإصلاح الزراعي الذي استفاد منه الملايين من المصريين، وأمم قناة السويس لتمويل السد العالي وحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في عدد من المنتجات الزراعية، في عهد عبدالناصر كانت الثروة والسلطة بيد الشعب، وعبدالناصر طور من الصناعات العسكرية وكانت هيئة التصنيع الحربي مكاناً للإنتاج والعمل. لذلك فنحن اليوم بحاجة إلي العودة إلي الفكر والقيادة الناصرية القائمة علي حرية القرار العربي، وعلينا العودة إلي تحقيق العدالة الاجتماعية واستفادة المواطن العربي بدلاً من ضياع الثروة علي الفساد وصفقات السلاح الغربية وخصوصا الأمريكية لإنعاش الاقتصاد الأمريكي والغريب هو شراء السلاح ثم عجزنا عن الدفاع عن أنفسنا وطلب المساعدة الأمريكية في كل لحظة ومع كل خطر وكأن هذه الصفقات التي تقدر بالمليارات هي ضريبة واتاوه تدفعها بعض الأنظمة. عندما نتحدث عن العودة إلي الناصرية فنحن لا ندعو إلي استنساخ التجربة بل العودة إلي الفكر الناصري أي العودة إلي الحرية والقرار العربي المستقل والعدالة الاجتماعية والديمقراطية المباشرة بان يكون الرئيس معبراً عن حلم وطموح ورغبات الشعب العربي وهذا ما كان يمثله عبدالناصر، فالوحدة العربية التي طرحها عبدالناصر مثلت في حقيقتها طموح الجماهير ولم تكن في يوم من الأيام ترفاً سياسياً ولذلك كان الشعب العربي يطالب بالوحدة من المحيط إلي الخليج ويرفض القطرية التي تعززها العديد من الأنظمة تحت شعار زائف، ولكن الحقيقة أن الغرب يضع فيتو علي هذه الوحدة ويعتبرها خطراً.. إن بعض الأنظمة العربية تعتبر هذه الوحدة خطرا أيضا علي بقاء هذه الأنظمة غير الشعبية والتي لا تمثل إرادة الأمة.