العالم الافتراضي، هو ذلك العالم الذي يصنعه الشخص ويعيش فيه بعيدا عن الواقع المتأزم، ومع استمرار تأزم المواقف، يصبح العالم الافتراضي هو الحل للهروب من الواقع. فعندما يعلن د. محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أمام الجالية المصرية في قطر، أن مصر قد نهضت، فأي تفسير لذلك الإعلان، لا يمكن أن يخرج عن أن د. محمد مرسي يعيش في عالم افتراضي من صنع خياله، أو من صنع جماعة الإخوان المسلمين، وهو بذلك يبعد عن أرض الواقع الحقيقي الذي لا يريد أن يراه، فالدكتور مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لا يريد أن يري تدهور شعبيته وشعبية الإخوان في الشارع المصري، كنتيجة للفشل المتواصل في إدارة أمور البلاد والعباد، بل يصل الأمر عند د. مرسي إلي أن كل ما يفعله يحقق الرفاهية للشعب المصري..! ولا يقتصر العالم الافتراضي علي رئيس الجمهورية فقط، بل هناك عوالم افتراضية أخري، قد تكون لشخص أو لمجموعة من الأشخاص أو حتي للأحزاب السياسية. فمن يفترض أنه في حالة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة سيفوز في هذه الانتخابات خاصة من مرشحي الرئاسة السابقين، فهو يعيش في عالم افتراضي من اختراعه، فالشارع السياسي في مصر شهد تغييرا كبيرا بعد ثورة 25 يناير، فالشارع الآن لا يعترف بزعامات وهمية، وحتي الآن لم تنجح ثورة 25 يناير في إفراز قيادة جديدة قادرة علي تولي أمور المصريين وإخراجهم من عنق الزجاجة. ومن يفترض أن القوات المسلحة ستنقلب علي الحكم، وتولي قيادة البلاد، فهو أيضا يعيش في عالم افتراضي من صنعه، فالقوات المسلحة بعد تجربتها في إدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية، وما واجهته من انتقادات عنيفة وهتافات بإسقاط حكم العسكر، ليست علي استعداد علي الأقل الآن، للانقلاب علي السلطة، ويبقي العالم الافتراضي الذي صنعه هؤلاء الأشخاص هو الأمل للخروج من حكم الإخوان، دون أن يبذلوا أي مجهود في محاولة لتغيير هذا الحكم. ويبقي الواقع علي الأرض، وهو فشل الإخوان ورئيس الجمهورية د. محمد مرسي في قيادة البلاد، العبور من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي نعيش فيها، فهل ستخلق عالما افتراضيا يعيش فيه الشعب المصري.. أم أن الشعب سيتحرك لاستكمال ثورته التي بدأها في 25 يناير ولم تكتمل؟