حاولت السيدة البدينة صعود سيارة الميكروباص بشتي الطرق، مرة بالدفع، وأخري بالركل، وكثيرا باطلاق نظرات حادة للتخويف والترهيب، مصطحبة ابنها البدين جدا والذي سار علي نهج أمه في الدفع والركل والبصق، وبعد أن أفلحت وابنها في الوصول إلي الباب، تطلب الأمر الانتظار حتي تستطيع الصعود، وهو ليس أمرا هينا، حاولت مرة وأخري لكنها فشلت، مما جعل الركاب في حالة تذمر وغضب شديدين. استفز المشهد الركاب وصرخ واحد منهم : آمال عماله تخبطي يمين وشمال متخلصي يا ست عاوزين نطلع العربية. وراح آخر يقول: يا عم دي عاوزة ونش يشيلها هي وابنها. فالتفتت إليهما في غضب : ونش يشيلك يا بعيد منك له، بدل ما انتوا قاعدين تتريقوا عليا ساعدوني عشان اطلع.. رجالة آخر زمن. اقترب منها شاب وحاول دفعها إلي العربية، لكنه فشل، ثم مال إلي آخر يقف بجواره لكي يساعده، حتي افلحوا في قذفها إلي السيارة. ابتلعت ريقها ثم انتبهت صارخة: الواد راح فين؟ واد يا حمادة.. رحت فين يا واد؟ وراح الركاب جميعا ينادون : حمادة .. حمادة .. حمادة هنا استشاط السائق غضبا : متخلصونا بقي يا جماعة، ايه الدور الفقري ده، احنا مش هنخلص انهارده ولا إيه، انتي يا ست انزلي دوري علي ابنك براحتك، انا مش ناقصك.. الله يحرقك. ظهر أحد الركاب مصطحبا حمادة : اهو يا ست كان بيشتري عسلية انقضت السيدة علي ذراع ابنها بقسوة: ده وقت عسلية يابن الصرمة، انا مش قلتلك خليك ورايا، طب لما نروح البيت. لم يعر حمادة اهتماما لغضب امه وراح يلعق العسلية، وعندما حاول الصعود إلي السيارة فشل فشلا ذريعا، وانزلقت قدماه وسقطت العسلية من يديه، لكنه التقطها برشاقة من فوق الأرض وقام بتنظيفها في ملابسه ووضعها في فمه. وهنا بدأت براكين الغضب تنفجر في رأس السائق: يا جدعان احدفوا الواد ده خلينا نخلص. السيدة : براحة يا خويا عليه..يعني ايه يحدفوه هو شوال. ثم التفت ناحية الشاب الذي قام برفعها راجية أن يفعل نفس الشيء مع حماده، حاول الشاب الاعتذار لكنها استعطفته بنظرات لم يجد الشاب بدا من القيام بالمهمة، وان بدا عليه التململ والضيق. نجحت المهمة أخيرا وصعد حمادة ليجاور أمه في سلام بعد أن انهكا الواقفين جميعا. وبدأت البقية الباقية من الركاب بالصعود بعد انصراف معظمهم يأسا. اتخذ الركاب اماكنهم، لكن بقيت مشكلة أخري، بعد ان رفضت السيدة جلوس حمادة علي كرسي منفردا، وحاولت وضعه علي «حجرها» متعللة بأنه صغير ومن غير الانصاف أن تدفع له أجرة. حاول الركاب افهامها بأن وقوف حمادة سيشغل مقعدا نظرا لبدانته، ثم أنها بالكاد تجلس علي مقعدها، لكنها امتنعت عن دفع الأجرة. تدخل أحد الركاب قائلا: يا ست لو سمحتي، كفاية العطلة اللي انتي عطلتيها لنا، ادفعيلو اجرة، كده ولا كده الكرسي اللي جنبك مفيش حد هيعرف يقعد عليه. فقالت له السيدة : ما تاخده انت يا خويا علي حجرك ينوبك ثواب، ده برضه زي ابنك الراكب: يا ست اخد مين ، هو انا اقدر احطه علي رجلي ده وزنه طن. السيدة : اعوذ بالله، مفيش رحمة، خلاص نقطونا بسكاتكم.. ثم اتجهت إلي حمادة : هات يا واد الجنيه اللي معاك عشان ادفعلك الاجرة فرد حمادة ببراءة: مانا جبت بيه عسلية السيدة للركاب: مش بقوللكم عيل، طب بالذمة عيل زي ده يدفع اجرة راجل، ده حتي يبقي حراااااااااااااام.