حتي الزينة.. يشترونها جاهزة! مع ظهور الزينة الجاهزة والفوانيس المستوردة من الخارج وغزو المسلسلات التليفزيونية. لم يعد المواطن يهتم بمثل هذه الأمور القديمة والجميلة. أصبح رمضان بالنسبة له هو متابعة هذه المسلسلات التليفزيونية، واختفت المعالم الرمضانية إلا في بعض المناطق الشعبية التي تمسكت حتي الآن بهذه الطقوس. يقول «عبدالهادي حمودة» علي المعاش إن هذه الطقوس هي المعني الحقيقي لرمضان وقديما كان أولادي يبدأون في صنع الزينة قبل شهر رمضان بفترة طويلة جدا أما الآن فأحفادي بالكاد يعرفون شهر رمضان. وتقول «علياء مصطفي» 35 سنة متزوجة وتقيم في إحدي المناطق الراقية: هذه الأعمال مكانها المناطق الشعبية التي بها ألفة بين الناس وروح المساعدة والحب الذي يجعلهم يتآلفون معا في السراء والضراء ويجعلهم ينتظرون مثل هذه المناسبات ليقوموا بعمل هذه الأشياء التي تدخل عليهم البهجة وعلي أطفالهم كتعليق الزينة ونصب أدوات عمل الكنافة والقطايف ولكن هنا لا أحد يعرف أحداً ولا أحد يهتم بهذه الأشياء. وتتفق معها «سعاد مصيلحي» حيث إنها كانت تسكن قديما بمنطقة «باب الشعرية» والتي كان يظهر فيها الاهتمام بالزينة وصنعها بأنفسهم أما الآن بعد أن تزوجت وذهبت للسكن بأحد الأحياء الراقية فهي تفتقد مثل هذه الأمور. ويقول «عبدالله محمود» 23 سنة ويقطن بوسط البلد: إنه حتي الآن يحرص علي صنع الزينة بنفسه لأن لها متعة خاصة ويقوم بتعليقها في منزله. أما «سامح عثمان» 18 سنة فيقول إن الراديو بالنسبة له غير أساسي ولا يقبل عليه إلا لمتابعة مسلسل إذاعي وغير ذلك فهو يفضل متابعة المسلسلات التليفزيونية والمسابقات وبرامج التوك شو التي تزداد بصورة كبيرة في رمضان. ويقول «بيومي السيد» 60 سنة إن رمضان بالنسبة له هو الراديو فقط فهو يحرص منذ صغره علي سماع الراديو ومسلسلاته الإذاعية الجميلة وبالطبع إذاعة القرآن الكريم وبعد الفطور يستمع إلي تواشيح النقشبندي وإن كان هناك مسلسل إذاعي جيد للنجوم الجدد فيقوم بمتابعته وعادة لا يفضل سوي المسلسلات الإذاعية القديمة «هي اللي كانت بتشعرنا بجو رمضان ويا ريت يكون منها شرائط مسجلة لأنها حاجات جميلة مش هتتكرر تاني»، وكنا بنكتفي بالمسلسلات أما الآن فأصبح التليفزيون هو الطاغي علي كل شيء وأصبحت الخيم الرمضانية في كل مكان.