من أي طينة خلق هؤلاء البشر، ومن أي قطعة صخر سوداء قدت قلوبهم، وبأي قيم يؤمنون وعلي أي أخلاق تربوا. هؤلاء الذين اغتالوا الشهداء قتلوا وداسوا علي كل القيم والأعراف، والمعاني الإنسانية وتعاليم الديانات كل الديانات سماوية كانت أو وضعية. هؤلاء الذين نعيش تحت حكمهم أي جماعة الإخوان ومندوبهم في قصر الرئاسة، المشغول بتمكين جماعته من حكم مصر تمهيدا لإقامة دولة الخلافة، أي المشغول بتحويل مصر العظيمة لمجرد إمارة، في دولة الضلالات العقلية المسماة بدولة الخلافة. هو المسئول وهو الذي لن يتراجع الشعب عن محاسبته أيا كان ما وصل إليه من جبروت وكبر وعنت. جبروت وكبر واستهتار بينما دماء الشباب تراق علي عتبات مقر حكمه، ولم يهتز لوأد الأعمار التي اغتيل حقها في الحياة والحلم والفرح. لم يرتجف قلبه لصوت الرصاص المكتوم لحظة ارتطامه بعقول كانت بنورها تقدم الوعد ببلد نستحقه، ولم يشم رائحة الدم وهو يتفجر من الأكباد والقلوب المسكونة بعشق تراب بلد عظيم لا يعرفه لا هو ولا جماعته. لم تخطف قلبه ابتسامة جيكا وكرستي وأبوضيف والجندي وبراءة عمرو بائع البطاطا وأزاح الصحيفة التي تضم صورهم وواصل إفطاره في صحن وضعه فوق أجساد مائة شهيد هم حصاد شهور حكمه وحكم جماعته. لم يشعر بوخزه في جنبه وهو يتقلب في فراشه الدافئ، بينما نار دم الشهداء تشعل القلوب ولم تصل إلي مسامعه صرختهم وهم يغمضون عيونهم بدون أن يسمعوا إجابة عن سؤالهم وسؤالنا «ليه». لم يرتعش وهو بين يدي ربه علي سجادة الصلاة طالبا الرحمة، ولم يرحم جلادو داخليته شباب يقفون علي عتبات الرجولة. لم تغب عن وجهه ابتسامته في وجه أبنائه وفي زنازين قهره ألف وأربعمائة معتقل من بينهم أربعمائة طفل يتعرضون للاغتصاب من بينهم من تعرض للاغتصاب خمس مرات. يداعب أحفاده ويداعبون أحفادهم والأجساد معلقة علي أعمدة الرعب عرايا مدهونة بالبراز. والتقارير تسجل حصاد ثمانية أشهر من حكمه وحكمهم سيقرأها الشعب عليهم في يوم الحساب القادم قريبا.