ألغازرئيس قناة الاحتفال يوجه نداء عبر «دريم»..أعيرونا شرائطكم النادرة لنراها معا! ماجدة موريسعلي شاشة قناة (دريم) الثانية ، في برنامج العاشرة مساء ظهر رئيس قناة (التليفزيون العربي) التي سوف تطلق اليوم 21 يوليو من التليفزيون المصري احتفالا بعيد ميلاده الخمسين. ظهر عمر زهران - المخرج ورئيس قناة نايل سينما المتخصصة ليكشف الستار عن معركة، أو موقعة لا يعرفها أحد، دارت أحداثها داخل جهاز التليفزيون المصري نفسه قبل أيام قليلة من انطلاق بث قناة الاحتفال بالعيد الخمسين. لم يحك زهران لمني الشاذلي لماذا كلف برئاسة (قناة التليفزيون العربي) في آخر لحظة. وإنما كرر أكثر من مرة في الحوار أنه لم يكن موجودا في هذا الموقع لوقت قريب. وأبدي دهشته وانبهاره الشديد من بعض المواد التي شاهدها في الأيام التي تولي فيها المسئولية، ومنها فيلم رآه مع اللجنة التي تشاهد «تليفزيون الماضي»، وكان هذا في مكتب أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وفي نفس الوقت، فقد حرص زهران أن يؤكد للمشاهدين - بلا سؤال من مقدمة البرنامج - انه ابن قديم للتليفزيون وأنه احد الطيور العائدة إلي جهاز تليفزيون الدولة بعد أن تغيرت الأحوال، وأنه بدأ فيه مساعد مخرج منذ عشرين عاما (أي في عام 1990) ثم تركه.. و.. ما أحلي العودة إليه.. والحقيقة أنه علي كثرة وتعدد البرامج التي قدمت عنه (أي التليفزيون المصري)، سواء عن تاريخه أو عن بعض المع الإعلاميين الذي صعدوا من خلاله، فإنها المرة الأولي التي يحدث فيها هذا. أي أن يتحدث رئيس القناة الخاصة بهذا الاحتفال، في قناة خاصة أولا ليقدم للرأي العام بعض الضروري من المعلومات التي كان يجب أن تقدمها الشاشة الأصلية والجهة التي تطلق هذه القناة. وما أعرفه أنا -كاتبة هذه السطور- من خلال مصادر عديدة ، أن وزير الإعلام أنس الفقي كلف نادية حليم رئيسة قطاع التليفزيون (بضم القنوات الأولي والثانية والفضائية) بالإعداد لهذا الاحتفال في فبراير الماضي. وأن السيدة نادية بدأت العمل ولكن بايقاع متمهل ، ولما اقترب موعد ذكري انطلاق البث الاحتفالي أدرك أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون المشكلة أو الورطة القادمة، فقرر تغيير المسئولية ونقلها من رئيسة التليفزيون وفريقها إلي عمر زهران رئيس قناة السينما. إحدي قنوات قطاع القنوات المتخصصة الذي ترأسه هالة حشيش. ومن المعلومات «المتوافرة» لدي العاملين بالإعلام المصري أن زهران واحد من القيادات الجديدة التي اختبرها رئيس الاتحاد وقت عمله في قيادة بعض القنوات والشبكات الخاصة قبل مجيئه لاتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري من خمسة أعوام ليرأس القنوات المتخصصة أولا، ثم رئاسة الاتحاد في بداية هذا العام، ومن حق رئيس الاتحاد أن يستعين بمن ينجز العمل في الوقت المحدد له، ولكن من حق العاملين في التليفزيون - وعددهم أضخم بكثير من طاقة الجهاز- أن يتم الالتفات إلي قدراتهم بأسلوب علمي ومن خلال معايير واضحة ومعلنة لدي الجميع، خاصة في ظل تصاعد الشكاوي من داخل التليفزيون حول القيادات الجديدة التي تأتي من خارجه لتحتل مواقع متميزة بداخله والحقيقة أن هذا الحديث لابد وأن يدخلنا إلي عملية النظرة المستقبلية لجهاز الإعلام المصري المرئي والمسموع، وعملية اعادة هيكلته التي توقف الحديث عنها، لكنها مستمرة أو موجودة وفق خطة لم يعلن عنها كاملة لحساسيتها الشديدة تجاه ما يحدث في الساحة السياسية المصرية.. غير أن موضوع الاحتفال نفسه بمرور خمسين عاما علي مولد التليفزيون، يعيد تفجير الاسئلة التي لابد من التوقف أمامها وأولها عن تلك الكنوز من التسجيلات لأحداث مصر علي مدي 50 سنة، ومن الذي يقوم بحراستها الآن، وما هي حالتها الآن؟ وهل تم تحويلها كلها إلي الشرائط الرقمية الجديدة، وماذا حدث مع حالات الإعلان عن المسروقات الأخيرة لبعض هذه الشرائط في الشهور القليلة الماضية بعدما تولي مسئولية مكتبة الشرائط السيد حاتم هيكل، ثم ما هو حجم الناقص منها.. وهل يستطيع أحد أن يحصيه منذ بداية البث، أي هل يوجد سجل لكل ما تم تسجيله وتعبئته من الشرائط ومقارنته بما تم نقله بالنظام الجديد؟ لقد أعلن رئيس قناة الاحتفال أنه تأثر جدا ببعض ما رأه وفاق توقعاته والسؤال هو كيف سوف يتم اختيار ما يعرضه علينا كمشاهدين من هذا التاريخ المصور، وهل يتم حجب ما حجب من الماضي مثل قصيدة أم كلثوم في رثاء عبد الناصر ، أو لحظات اغتيال السادات أو صور ما حدث علي الجبهة المصرية في يونيو 1967 ثم في اكتوبر 1973، أو غيرها من الاحداث المهمة في تاريخنا المعاصر. ثم ما هو مصير المواد التي تسربت إلي القنوات الأخري. والحقيقة أن نداء عمر زهران في نهاية حديثه لمني الشاذلي مساء الأحد الماضي إلي «كل من لديه مواد مصورة نادرة أن يهديها إلي قناة التليفزيون العربي.. لأنها تخصنا جميعا». والحقيقة أنه لخص المسألة بشكل مختلف، متجاوزا كل حدوتة التراث الذي اضعناه أو تسرب منا عبرالسنين، أو بيع بعقود جائرة ضمن نظام إداري منتهي الصلاحية، اليوم علي التليفزيون أن يعلن العفو العلني والقانوني عن كل من لديه شريط مصور نادر.. عربونا لاستعادة كنوز لا تقدر بمال، وأن يتم الحفاظ عليها ، بالاقفال والافعال .. ومع ذلك فإن لدينا الوقت لمدة 21 يوما ابتداء من اليوم لرؤية ما تم اختياره من تاريخ نصف القرن الماضي واكتشاف مدي جدية وقيمة هذه التسجيلات التي سوف تعرض لمدة ساعات وتعاد مرتين علي مدي اليوم، أو أن نكتشف اننا شربنا مقلبا كبيرا.