اللي خان العهد مين.. الإخوان المسلمين اهتف يا ابني ياللا وقول.. الإخوان زي الفلول وصلت إلي ميدان القائد إبراهيم بعد أن ترجلت من محطة الأزاريطة بعدما توقف خط الترام فيها.. حيث كان المتظاهرون يتدفقون في مسيرة حاشدة تضم أطياف الشعب السكندري رجالا ونساء شبابا وفتيات.. وظلت الهتافات تتردد الشعب يريد إسقاط النظام.. «يسقط.. يسقط حكم المرشد». ظهرت خلال المسيرات فئة من الشباب يرتدون الزي الأسود ويضعون كمامات سوداء علي وجوههم أعمارهم دون العشرين.. أطلقوا علي أنفسهم «بلاك بلوك» وتصدروا المشهد الثوري بالإسكندرية بينما كانوا يسيرون في ثنائيات أو فرادي متابعين للمسيرات دون اندماج مع المتظاهرين. تحركت مسيرة المتظاهرين في ثلاث مجموعات يفصل بينها عشرات الأمتار يردد كل منها هتافات مناوئة للرئيس مرسي وجماعته، وتطالبه بالرحيل.. وقد سلكت المسيرة الطريق المؤدي إلي كلية الطب ثم انحرفت يمينا نحو شارع صفية زغلول بمحطة الرمل حتي إذا وصلت إلي شارع فؤاد وبعدها قد تجاوزت منطقة كوم الدكة. سمعنا صفيرا متسارعا واندفع بعض الشباب المتظاهرين إلي المقدمة حيث اصطف رجال الأمن لتطويق مداخل المجلس المحلي الشعبي لمحافظة الإسكندرية وتم عمل كردون لمنع وصول المتظاهرين. فقام شباب «البلاك بلوك» بنزع يافطة المجلس الشعبي الجانبية وسط هتاف وتصفيق المتظاهرين، ثم الاشتباك مع الأمن حيث قام المتظاهرون برشق رجال الأمن بالحجارة وأشعل شباب «البلاك بلوك» النيران في إطارات السيارات.. وقلب صناديق القمامة الحديدية وإشعالها أيضا.. وقد تصاعدت الأبخرة السوداء. كان رجال الأمن المركزي يصطفون في صفين متظاهرين «أي كل منهما ظهره للآخر» أحدهما في مواجهة مبني محطة مصر، والآخر مواجه لمبني الدفاع للحماية المدنية لغلق الطريق المؤدي إلي المجلس المحلي الذي يعتبر مقرا حاليا مؤقتا لديوان عام محافظة الإسكندرية. قيادات الشرطة كانت تقف في المنتصف.. وقد توقفت أيضا سيارة مدرعة كانت تطلق صفارات عالية من حين لآخر لإرهاب المتظاهرين. كانت المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن تزداد حدة وعنفاً ثم ما تلبث أن تهدأ قليلا.. فإذا بالمجموعة الثانية للمسيرة تشعلها مرة أخري.. ثم تلحقها المجموعة الثالثة وظل المتظاهرون يهتفون إرحل.. إرحل الشعب يريد إسقاط النظام. رفع آذان العصر الساعة الثالثة وخمس دقائق بينما كانت سحب الدخان الكثيف تتصاعد وطلقات الرصاص تدوي.. افترش بعض شباب المتظاهرين الطريق وقاموا بالصلاة وظل إخوانهم الأقباط لتتشابك أصابعهم لعمل كردون حول زملائهم لحمايتهم حتي ينتهوا من الصلاة! وقد قام الشباب بتنظيم مستشفي ميداني أمام مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية التجريبية بنين.