إحنا شباب عايز يتگكلم فقررنا»نگكتب« المجتمع يقبل معاكسة البنت ويفرض عليها الصمت مفاتيح الحياة عندي كثيرة أهمها «الحب» «غصب عن عين الحكومة حلو» بهذه الجملة غير المتوقعة بدأت حديثها مجيبة عن سؤالي لها «شايفة بكرة إزاي»؟ لم أحاول تفسير الجملة لأبعد من أنه مجرد تأثر بمكان جلسنا فيه يتحدث الجميع داخله عن حادث تعذيب الشرطة لشاب مصري حتي وفاته، أو تخيلت للحظة أن عينيها لمحت سيارة أمن مركزي تمر أو تقف بعيدا كعادتها في شوارع وسط البلد.. في كل الحالات لم أحاول أن أضع تفسيرا أبعد من ذلك ولكن بمرور الوقت واستكمال حواري وجدت نفسي أذهب لمناطق بعيدة لجملة عبير سليمان الكاتبة الشابة التي لفتت إليها الأنظار بجرأتها في مدونتها «يوميات عانس» والتي طبعت في كتاب لتطلق العنان لخيال الجميع في وضع استنتاجات تميز مجتمعنا الشرقي مثل: «يمكن مش حلوة، أو معقدة» لتفاجئ الجميع أنها شابة جميلة ينطبق عليها شروط العروسة الكاملة أو بتعبير شباب الفيس بوك «مُزة».. عبير اختارت أن تدخل تجربة أخري جديدة هي «الحكي» علي نغمات موال وقراءة قصص الأدباء. قررنا نكتب هل توافقين علي مصطلح «الأدب البناتي»؟ - تضحك قائلة أشعر أنه أقرب «للعنب البناتي» لا شيء يسمي هكذا ولا أفضله الأدب واحد علي كل المستويات. وما رأيك في المدونات «هل هي أقرب للبوح»؟ - لم يكن هناك وسيلة قبل ذلك للتعبير عن النفس وإخراج ما تريده من مشاعر وكلمات إلا بعد الانتظار في طابور طويل في قصور الثقافة ونحن كشباب «قررنا نكتب» «ناس عايزة تتكلم» فصنعوا جمهورا للمدونة بالنسبة لي أفرح عندما أجد 1700 متابع لكتاباتي علي الفيس بوك. هل تعتبرين جيلك محظوظا؟ - نعم لأننا لدينا وسائل تعبير لم تكن موجودة عند أجيال سابقة منها الإنترنت ونشاطاته. «يوميات عانس» كيف جاءتك الفكرة؟ - وجدت حولي كثيرا من البنات حلوين في الشكل والموضوع ولديهن عمل جيد وأسر محترمة وغير متزوجات ولا سبب في تأخير زواجهن حتي أن إحدي صديقاتي قالت لي: «يقولوا عليه مطلقة ولا يقولوا عانس». اكتشفت نفسي كيف بدأت تجربة الحكي؟ - أدب الحكي كان موجودا زمان كثيرا ولكنه غاب الآن عن الساحة ففكرت في استرجاعه خاصة في الشارع وسط الناس وفي أحد مقاهي «وسط البلد» بدأت ثم المكاتب الثقافية فكرت كهدف أساسي في توصيل ما يكتبه الأدباء للناس عن طريق الحكاية لأضيف للقراء عددا آخر يستمع بجانب من يقرأ خاصة أنني أحكي بانفعال اللحظة وكأنها مشاهد سينما بالإضافة إلي خط أحداث وخط تجسيد اللحظات مع موال. ولماذا الموال تحديدا؟ - لأن الموال أيضا مؤثر ويلخص الفكرة بشكل جيد. كم حكاية قدمتها حتي الآن؟ - قدمت حكاية من تأليفي بعنوان «العنف في الصعيد» وحكايتين للأديب مكاوي سعيد «قتلة بالفطرة»، «السينمائي» التزمت فيها بعناوينه ولكني أضفت أشياء بسيطة وأحضر الآن لمشروع في رمضان بعنوان «ألف ليلة وليلة» وهي رواية لنجيب محفوظ. هل اكتشفت عبير نفسها في «الحكي»؟ - فعلا وجدت قدرات غريبة عندي خاصة في وقوفي أمام الناس وهي تجربة ممتعة فانتبهت للموضوع وفكرت أكتب فيه ولم أتوقع ردود الأفعال حوله، هدفي الأول كان مجرد البوح ثم حاولت أرصد ظاهرة اجتماعية منتشرة. هل الفتاة تبحث عن زواج فقط؟ - لا هناك فرق بين البحث عن ذكر أو رجل لأن الرجل كلمة شاملة تحمل كثيرا من المعاني تكون كيانا إنسانيا مهما «جدعنة، حماية، رقي» لهذا فهي لا تبحث عن زواج والسلام بل رجل بمعني الكلمة وللأسف أن هناك فتيات يحملن المعاني أكثر من الرجال الآن، لازم نعرف عايزين نتجوز ليه ليس فقط كما يقولون «ضل راجل». بطريقة عبير.. مفتاح الحياة بالنسبة لك ما هو؟ - الحياة عندي لها مفاتيح كثيرة أهمها الحب وليس هو فقط حب رجل لامرأة بل حب النفس والتصالح معها وحب من حولي وعملي المهم ألا يضيع مفتاح حياتنا. وهل التهمة في زمننا الآن أنثي؟ - للأسف نعم الواقع المصري يؤكد ذلك، المرأة مقهورة بالرغم أن الرجل أيضا مقهور كحال كل الناس في بلدنا لكن القهر الأكبر علي المرأة تتحمل كل الأعباء وتتعرض للتحرش والإهانة والتهميش «كلنا نتعرض للتحرش في الشارع» والمجتمع يفرض علينا الصمت، المجتمع يقبل معاكسة البنات ويرفض أن نتفوه بكلمة، أتذكر واقعة تحرش بمنقبة الضابط قال لها: «جبر خواطر».