«أنا دائما متفائلة ، قاموسي الخاص لا يحوي أبدا كلمة التشاؤم أو الاحباط». فيه جملة اسمها «شغله ما بتصير» أو حاجة ما بتحصلش ولكني يمكنني أن اصل إلي ما اريده».. هكذا تحدثت المناضلة اللبنانية «ليندا مطر» وهي تزين وجهها الجميل بابتسامة عذبة. .. ليندا مطر العاملة الصغيرة في لبنان التي ظلت تكدح طوال النهار لتكمل دراستها في المساء بمدرسة ثانوية، ولم تبلغ وقتها السادسة عشرة ، عام 1951 كان موعدها مع السياسة والرحلة الطويلة في حرية المرأة والوطن عندما انتسبت للجنة حقوق المرأة اللبنانية، ووقعت وقتها علي عريضة تطالب بمنح المرأة حق التصويت في الانتخابات وتدرجت حتي انتخبت رئيسة للجنة حقوق المرأة اللبنانية عام 1978، ومنذ ذلك التاريخ وهي تمثل المرأة المواطنة التي تبحث عن حقوقها.. وقتها كانت الحرب الأهلية اللبنانية وأخذت علي عاتقها مهمة التجوال بين البيوت لدحض الصورة التي اطلقها الإعلام انذاك عن أن الحرب في لبنان «طائفية». ساهمت «مطر» في إنشاء مستوصفات متنقلة لمداواة الجرحي إضافة إلي مشاركتها في إعلان اطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» ، كما شاركت عام1995 في «المؤتمر الرابع لحقوق المرأة» الذي نظمته الأممالمتحدة في بكين وقدمت محاضرة عن «المرأة والنزاعات المسلحة»، وعام 1996 نجحت بالتعاون مع الجمعيات النسائية في حمل الدولة اللبنانية علي إبرام اتفاقية «إلغاء اشكال التمييز ضد المرأة» مع الأممالمتحدة، رغم تخليها عن رئاسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية فإنها مازالت تناضل من اجل قضايا المرأة اللبنانية والعربية، بعد كل هذه التجارب بخلاف تجربة انضامها للحزب الشيوعي اللبناني، مازالت ليندا مطر تشارك بارائها العبقرية في وضع استراتيجيات للعمل من أجل حق المواطن والمواطنة علي السواء. تقول في تصريحات خاصة ل «الأهالي» أن المشهد السياسي العربي حاليا لا يختلف كثيرا عن مشهد الماضي الملئ بالسلبيات والايجابيات، النضالات الكثيرة للمرأة مستمرة لتعاطي حقوقها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، القوة اتحاد من أجل الافضل. وتضيف أن الجمعيات المعنية بقضايا المرأة كانت قليلة جدا واليوم أصبحت كثيرة، ونحن نعمل علي حقوق المجتمع ككل وتركنا قضية المرأة لنقف في وجه إسرائيل، أما عن الثورات العربية تقول «مطر» كبر القلب بعد اشتعالها ولكن بعد انتهائها- هكذا وصفت – صغر القلب مرة أخري، ولكن الامل لم يختف لأن الثورات بدأت علي حساب رفع مستوي البلاد والشعوب لا تنام علي حقوقها دائما مستعدة للدفاع والتضيحة. ليندا مطر خلال مؤتمر النساء والربيع العربي الأسبوع الماضي الذي نظمته كلية الإعلام وملتقي تنمية المرأة طالبت الحضور بتحية الثورة المصرية النظيفة رغم وجود العديد من ممثلي الثورات العربية في المنطقة ، وعندما سألتها لماذا قالت لي «لأنها خالية من الشوائب» فالرجال والنساء خرجوا جميعا ما معهم «سكين» وهمهم الوحيد كان التخلص من النظام القديم الذي ظل اربعين عاما، مطالبهم كانت محقة لكنهم لم يصلوا للهدف الذي خرجوا من أجله. أما عن المرأة العربية في 2012 فتراها مختلفة تراها مازلت تشعر بوطنها العربي وتضحي من أجله. ليندا مطر ذات الستة وثمانين عاما ابتسامتها لا تفارق وجهها وتؤكد في نهاية المؤتمر أنها مازالت تتعلم من كل شخص مهما كان عمره.