يدخل كل نجوم مصر حلبة المنافسة بأعمال درامية في رمضان 2012، محملين بالآمال والاحلام في حصد أكبر نصيب من المشاهدة والنجاح، فبعدما كان يذهب إليهم الناس تبدلت الصورة وزحف النجوم إليهم ، فهل يترك الكبار الفرصة تفلت من أياديهم، لتذهب للنجوم الصغار الذين تزدحم بهم الاعمال الدرامية، أم أنهم سيستولون علي المشاهدين دون غيرهم، ويظل الآخرون أشبه بالكومبارس في هذا العرس الدرامي الذي يشهد تجمعا فنيا غير مسبوق علي مدار التاريخ، حيث تشتعل المنافسة بملوك الشباك الذين هجروا السينما في ظروف استثنائية مرغمين علي خوض الدراما التليفزيونية بعدما تقلصت الفرص في تحقيق أي مكاسب سينمائية، وعزوف المنتجين بالمغامرة في اجواء غير ممهدة. ورغم ذلك لم يخفض اي من هؤلاء النجوم أجره، فبعضهم حصل علي نصف ميزانية العمل، ووزع النصف الآخر علي المؤلف والمخرج والممثلين والفنيين وباقي عناصر العمل الفني. ومما يزيد الامور صعوبة هو شغف الناس في معرفة ماذا ستفسر عنه هذه المواجهات التمثيلية؟! والتي يمكننا ان نطلق عليها دون مبالغة بتكسير العظام، بعدما أخذ الجميع فرصا متساوية ورحبة في التحضير والتجهيز لتقديم تلك الأعمال، خصوصا أنها حفلت بميزانيات ضخمة وامكانات خرافية قامت بتوفيرها الشركات المنتجة حتي تخرج بالصورة التي يرتضونها في النهاية. منافسات شرسة عند إلقاء نظرة سريعة علي اسماء من يشاركون في مسلسلات رمضان نكتشف كم هو الأمر مربك وشائك لهؤلاء النجوم، وجميعهم اسماء ثقيلة، فالكثير منهم ومنهن كان يكفي ان يظهر اسمه أو اسمها علي افيش اي عمل سينمائي حتي تهرول إليهم الجماهير، وعندها لا يملكون فرصة الانسحاب أو غض النظر اذا لم يفتنوا بما يشاهدون، ، واذا كان زمن الفيلم السينمائي ساعتان علي اكثر تقدير يستطيع النجم أن يملأها وهجا وابداعا مستدرجا المتفرج، فالأمر مختلف شكلا وموضوعا عندما نتكلم عن اكثر من25 ساعة درامية أي ما يعادل 12 فيلما سينمائيا دفعة واحدة، فهذه المساحة الكبيرة لا يستطيع كائن من كان ان يستولي فيها علي عقول وحواس المشاهدين، دون معاونة والتفاف جيش كبير من الداعمين له ليجعلوا المشاهد في حالة شغف ومتابعة للاحداث دون أن يتسرب إليه الملل، لأن الأمر في تلك الحالة لن يكلفه سوي أن يدير الريموت ليشاهد عملا آخر . الحيتان نستعرض في البداية أعمال الحيتان الكبار ويأتي في مقدمتهم الزعيم عادل إمام الذي يدخل السباق الرمضاني بعد غياب طويل بمسلسل «فرقة ناجي عطالله» والذي تكلف انتاجه 70 مليون جنيه ويشاركه البطولة أنوشكا، وهو من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام. أما محمود عبد العزيز فتشاركه صفية العمري أحداث مسلسل «باب الخلق» من تأليف محمد سليمان وإخراج عادل أديب بتكلفة انتاج تجاوزت40 مليون جنيه، ويعاود يحيي الفخراني ظهوره الرمضاني من خلال مسلسل «الخواجة عبد القادر» بمشاركة السورية سلافة معمار، وهو من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني بتكلفة: 40 مليون جنيه، والملاحظ في هذه الأعمال هو مشاركة ابناء النجوم لآبائهم، ويأتي نور الشريف الذي يقدم مسلسل «عرفة البحر» ويشاركه البطولة أحمد بديرودلال عبدالعزيز، تأليف محمد الصفتي وإخراج أحمد مدحت، بتكلفة: 35 مليون جنيه، ويقدم جمال سليمان مسلسل «سيدنا السيد» بمشاركة أحمد الفيشاوي- حورية فرغلي تأليف ياسر عبدالرحمن وإخراج إسلام خيري بتكلفة: 23 مليون جنيه، أما صلاح السعدني سوف نراه في مسلسل «الإخوة الأعداء» ويشاركه العمل كل من فتحي عبدالوهاب- أحمد رزق، تأليف شريف حلمي إخراج محمد بتكلفة: 32 مليون جنيه، ويتجه خالد صالح للكوميديا في مسلسل «9 جامعة الدول» من تأليف فداء الشندويلي وإخراج محمد مصطفي. أما مسلسل «ويأتي النهار» فيقدمه عزت العلايلي وفردوس عبدالحميد من إخراج محمد فاضل بتكلفة: 15 مليون جنيه. القروش أما بالنسبة لجيل الشباب فلن يقفوا مكتوفي الايدي، بل سيقدمون كل ما لديهم مدعومين بجماهيرتهم الكبيرة، وسيحاولون التهام الحيتان في هذا السباق حيث يسعي كل منهم لاثبات نفسه والتأكيد علي قدراته النجومية في خوض اي منافسة، ويأتي في مقدمتهم أحمد السقا بمسلسل «خطوط حمراء»، ثم كريم عبد العزيز بمسلسل «الهروب»، اما خالد النبوي فيقدم مسلسل «ابن موت»، ويأتي محمد سعد بمسلسل «شمس الانصاري» ثم «الصفعة» لشريف منير،، ويخوص آسر ياسين تجربته بمسلسل «البلطجي». وعلي الجانب الآخر تطل يسرا هذا العام من خلال مسلسل “شربات لوز” ، تليها فيفي عبده في بمسلسل «كيد النساء 2» وتشاركها البطولة نبيلة عبيد في دور ثاني وبديلة لسمية الخشاب!!! بينما تقدم ليلي علوي مسلسل »نابليون والمحروسة» وتقدم إلهام شاهين »قضية معالي الوزيرة». و مسلسل »أم الصابرين« لرانيا محمود ياسين. وهناك بعض الاعمال التي تنزل السباق ولا تبتغي سوي التمثيل المشرف مثل مسلسل «في غمضة عين» و«الأخت تريز» و«مع سبق الاصرار» و«ذات» و«كاريوكا»، «فيرتيجو»، و«سر علني» و«طرف ثالث»، و«ورد وشوك» و«النار والطين» والعديد من الأعمال الأخري. تترات المسلسلات هناك منافسة من نوع آخر تتمثل في غناء تترات الاعمال الدرامية وهي لا تقل ضراوة وشراسة عن منافسة التمثيل، والغريب أن بعض النجوم يشترطون اسماء بعينها ولا يتنازلون عن هذا الشرط، ويشهد هذا العام دخول العديد من نجوم الغناء للمرة الاولي منهم أليسا و أنغام ورولا سعد وهيفاء وهبي وطارق الشيخ و محمد منير وشيرين عبد الوهاب ومحمد حماقي ونانسي عجرم ووائل جسار وخالد سليم ومحمد الحلو ونبيل شعيل واحمد سعد وريهام عبدالحكيم وبهاء سلطان وخالد عجاج وحمزة نمرة وحسين الجسمي ومدحت صالح . تمثل الأعمال الدرامية عامل جذب كبير للمشاهدين، وخصوصا في شهر رمضان، وربما هذا ما يفسر ارتفاع تكلفة الاعمال الدرامية في الوطن العربي والتي بلغت أكثر من 200 مليون دولار، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الدراما علي الاطلاق، وحتي يذهب الاندهاش من هذا الرقم الكبير يكفي أن نقول أن 60 بالمئة من إجمالي حصيلة الإعلانات في المنطقة العربية تتم من خلال شهر رمضان والتي تبلغ قيمتها نحو 5 مليارات دولار سنويا حسب ما اوردته بعض التقارير الصحفية. ويبقي في النهاية أن نقول ان الدراما التليفزيونية استطاعت ان تستقطب كثيرا من الاسماء الكبيرة التي ظلت “تتبغدد” رافضة حتي إجراء الحوارات التليفزيونية بحجة أنها سوف تحرقهم سينمائيا، وجعلت البعض يرجأ تقديم أعمال تليفزيونية لأجل غير معلوم، ولكننا نراهم الآن مجتمعين بصحبة الزعيم في موسم استثنائي متخلين عن وهج السينما وسحرها بعدما ضنت الظروف السياسية والأمنية بأي فرص، وعلي أمل أن تنصلح الأمور في القريب العاجل، ويرجع كل طائر لعشه الذي يألفه، ويبقي التنبؤ بالنجاح والفشل بعد هذا التنوع الفريد والمدهش من الاعمال والنجوم دربا من دروب الخيال، فدعونا ننتظر حتي نري الأخضر من اليابس.