أيا كان الرأي في المنافسة التقليدية والتاريخية بين الأهلي والزمالك بوصفهما أكبر الأندية المصرية جماهيرية، فالمنطق كان ومازال يفرض أن يكون الحديث عن لقاء الأحد القادم بينهما في دور الثمانية لبطولة الأندية الأفريقية الأبطال لا يخرج عن إطار مراعاة الظروف العصبية غير المستقرة التي تمر بها البلاد.. والتي دفعت أجهزة الأمن إلي التمسك بموقفها الرافض لعودة النشاط الكروي في الموسم القادم.. وعدم استكمال مسابقة كأس مصر. وهو القرار الذي أذاعه التليفزيون المصري في نشرته الإخبارية مساء الأحد الماضي ونزل كالصاعقة علي ملايين المشتغلين في هذا المجال من أجهزة فنية وإدارية وطبية وعمال وموظفين ولاعبين ومجالس إدارات الأندية التي أوشكت علي إعلان إفلاسها وباتت مضطرة إلي إلغاء نشاط بعض الألعاب التي تحقق أي «إيرادات مالية» وتمثل القاعدة العريضة لخدمة المنتخبات الوطنية.. ولا تلقي الأندية عنها أي دعم من الدولة، وتعتمد الأندية في تغطية نفقات هذه الألعاب علي اشتراكات الأعضاء وفائض إيرادات كرة القدم، وهو قرار أراه «مخيفا ومفزعا» للغاية لما يترتب عليه من تأثير سلبي يعود بالرياضة المصرية بصفة عامة وليس كرة القدم وحدها إلي الوراء من حيث المستوي ويصعب من مهمة منتخباتنا الوطنية في مواجهة المنتخبات المنافسة في التصفيات الأفريقية «البوابة الوحيدة» في التأهل للبطولات القارية والعالمية والدورات الأوليمبية. لا شك أن إعلان هذا القرار بكل ما ينطوي عليه من سلبيات ومخاطر يطول شرحها.. وفي هذا التوقيت بالذات جاء كرد فعل تلقائي وغير مستبعد بعد تلك التصرفات الغوغائية لمشجعي الزمالك الذين حاولوا التدخل في حل المشكلة القائمة بين المدير الفني وشيكابالا.. الأمر الذي أغضب الرجل ودفعه إلي ترك التدريب والاختفاء عن الأنظار وإغلاق تليفونه المحمول يومين متتاليين.. وتلويحه بالاستقالة إذا ما أصر مجلس الإدارة علي فرض ما لا يقبله علي نفسه، ومن جهة أخري ما قام به بعض المشجعين المتعصبين الذين ينسبون إلي الألتراس الأهلاوي بالهجوم علي الملعب في الجزيرة وترديد الهتافات العدائية ضد مجلس الإدارة واللاعبين ويتهمونهم بالتخلي والتقاعس في الدفاع عن حق الشهداء في أحداث مجزرة بورسعيد، والمطالبة بسرعة القصاص.. متجاهلين بذلك أن الأمر بات في ساحة القضاء العادل.. وأن أهالي الشهداء الذين لم ولن يغفل لهم جفن يتابعون بأنفسهم وفريق الدفاع سير المحاكمات. والسؤال ماذا كان ينتظر السادة أعضاء اللجنة التنفيذية التي تدير شئون اتحاد الكرة في الجبلاية الذين ملأوا الدنيا ضجيجا بتصريحاتهم العنترية عن عودة الدوري العام في أغسطس القادم.. واستكمال مسابقة كأس مصر.. دون الالتفات لخطورة هذه الأحداث المثيرة التي تتسم بالبلطجة من جماهير الناديين الكبيرين.. ومن يندس بينهم لارتكاب هذه التصرفات المرفوضة التي يعاقب عليها القانون.. ضد حسن شحاتة من جهة ولإفساد تدريب الأهلي وإرهاب لاعبيه من جهة أخري..؟!!